الدبور – حلفاء الأمس لن يكونوا أعداء اليوم بالنسبة للأردن ولكن بلد مثل الأردن وعائلة مثل العائلة الهاشمية التي توارثت الحفاظ على المقدسات والقدس أبا عن جد لا تستطيع أن تمشي مع تيار يجبرها على التنازل عن المدينة الكاملة بما فيها، حتى لو أدى ذلك لخسارة حلفاء الأمس.
الأردن المعتدل أصلا بسياساته الخارجية وما يخص المنطقة، ويحاول أن يمسك العصا بالنص وعدم الدخول في الصاراعات الداخلية في الدول وبين الدول، لم يعد يحتمل السياسات المتهورة لبن زايد وبن سلمان في المنطقة.
فقد هاجم تقرير لموقع أردني ما وصفها بـ”التنازلات” التي يقدمها من أسماهم بـ”الحلفاء المتهورين”، قائلاً إن السياسة التي اعتمدتها المملكة، وشكلت عبر عهد طويل تحالفات في “محور الاعتدال”، وبنت قواعد دبلوماسية خارجية، دائما ما كانت تعتبرها خزانها الضامن، انتهت هذا اليوم.
وذكر تقرير لموقع “عمون” الأردني، المقرب من السلطات، أن الأردن اعتاد على خوض معاركه مع التيار الرافض لعملية التسوية والاعتراف بإسرائيل.
وأضاف التقرير أنه “منذ عقود، آمنت السياسة الأردنية الرسمية بخط التسوية والمفاوضات كاستراتيجية، رغم فشلها واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وبنت خطابها استنادا على هذا الخط، فنازعت دولا وناطحت تيارات سنين طويلة بناء على هذه الاستراتيجية”.
لكن “كل ذلك تغيّر بإعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال. الإعلان الذي وافقت عليه دول عربية حليفة لعمان، وفق التقرير، فرض بيئة وجدت فيها المملكة نفسها مضطرة لخوض معركة معاكسة معه ضد تيار ‘التفريط’ العربي”.
الأردن إذا وافق على ما هو معروض أمريكيا وإسرائيليا عن طريق السعودية فهذا يعتبر إنتحارا لها، القاعدة الشعبية جميعها ضد مثل تلك قرارات وتنازلات، فإما أن يخسر شعبه أو يخسر حلفاء التهور، لذلك ذهب الملك الأردني إلى حلفاء جدد فلم يجد من يقف معه في قضية القدس إلا تركيا وقطر في المنطقة، وهذا يعد تحالف جديد وتغيير من موقف الأردن، بإعتبار قطر وتركيا من خصومها السابقين.
أما تقرير عمون ختم تقريره بقوله: “حتى الآن، ما زالت سياسة المملكة تخوض معركتها الصامتة مع حلفائها المتهورين استنادا إلى سياسة أنها لا تريد أن تنسى ‘الفضل’ السابق بينهما، أو ربما نأيا عن تصعيد سيعني فتح معارك جديدة”.