“خاص- وطن”- كشفت مديرية الصحة السورية عن تسجيل عشرين إصابة جديدة بمتلازمة “غيلان باريه” بمنطقة الساحل، فيما شهدت مشافي اللاذقية حالةً مؤسفة لإصابة طفل بهذا المرض تطور عنده إلى “شلل بالعضلات التنفسية” منذ اليوم الاول.
هذا الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بهذه المتلازمة، دفع ناشطين محليين إلى توجيه بعض التعليمات بضرورة التأكد من نظافة الخضار والفواكه قبل تناولها، بعد انتشار أنواع مختلفة من المبيدات الحشرية التي تستخدم حالياً بدون أي متابعة من وزارة الزراعة، في حكومة النظام السوري، وبعضهم أشار إلى أن ذلك ليس سبباً في هذا الارتفاع المفاجئ لعدد المصابين بهذا المرض النادر، ما دفعهم للتشكيك باستخدام سلاح بيولوجي غامض تسبب بهذه الطفرة.
ومتلازمة “غيلان باريه” حالة مرضية نادرة، يفترض أن تكون نسبة الإصابة بها حسب الدراسات الطبية 1.7 من كل مئة بالألف، أي نحو 34 من إجمالي سكان محافظة اللاذقية، البالغ عددهم مليوني نسمة.
ونقلت مصادر إعلامية موالية عن الطبيب “كامل درويش” المختص بالتشخيص المخبري قوله : “من الخطأ الحديث بكثافة عن جائحة مرض غيلان باريه و قيام البعض بنشر الرعب في قلوب المواطن، فعندما يقرأ المواطن العادي هذه البوستات يعتقد أن الموت اقترب منه أو من أطفاله إلا أن هناك عدد من النقاط يجب الإضاءة عليها وتوضيحها للمواطنين”.
أضاف درويش: “تعرف متلازمة غيلان باريه بأنها اضطراب نادر في الجهاز المناعي يعمل على مهاجمة الخلايا العصبية في الجسم. يبدأ عادةً بضعف عام وإحساس بالخدر والتنميل في الأطراف، و بسبب انتشاره السريع في الجسم غالباً ما ينتهي بشلل عام مما يجعله حالة اسعافية تستوجب دخول المشفى لتلقي العلاج في معظم الحالات”.
وتابع درويش “المرض مناعي ذاتي مجهول السبب وغير معدي ولا ينتقل من شخص لآخر ولا يمكن أن يكون جائحة، فهو مرض فرداني، كما ان ربط البعض هذه المتلازمة مع بعض الفيروسات او الجراثيم هو غير موثوق بمعنى ان الدراسات الإحصائية وجدت توافق نسب معينة من الحالات مع وجود هذه الفيروسات او الجراثيم في جسم المصاب دون أثبات الآلية المرضية و دورها في حدوث المرض”.
بدورها تحدثت منظمة الصحة العالمية عن المتلازمة وقدمت شروحات عنها ضمن سياق “احتمال” ارتباطها بفيروس زيكا، وليس لأنها مرتبطة حقاً بالفيروس.
وتكمن خطورة هذه المتلازمة في نتيجتها المتمثلة باحتمال إصابة جسد المريض بشلل تام باستثناء “عضلات العين الخارجية والمصرات”؛ وحسب الدراسات الطبية فإن نسبة نتائجه عند مصابيه هي: “60% فقدان القدرة على المشي، 50% ضعف الوظيفة التنفسية، 25% يحتاجون للتنفس الاصطناعي”؛ ويعود تاريخ تشخيص المرض إلى القرن التاسع عشر.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المرض لا ينتشر بالعدوى، وهو مرض مكتسب (غير وراثي)، أي أن عوامل خارجية فقط تتسبب به.