ثياب صفراء ممزقة، ونظرات شاردة تعلوها مسحة من الرعب، وعينان كأنهما فأران يفران من جحرهما، وسروال أسود غير غبار التفجير لونه، وقدمان ممددتان بشيء من الدماء..ذلك مشهد امرأة تحولت إلى أشهر صورة تتداولها وسائل الإعلام العالمية عقب تفجيرات العاصمة البلجيكية بروكسل.
وبثت العديد من القنوات التلفزية والمواقع الإلكترونية والوكالات الإخبارية صورة سيدة جالسة على مقعد تنتظر النجدة، وثيابها ممزقة ليظهر بطنها عاريا، فيما كانت امرأة أخرى بجانبها تتحدث عبر الهاتف، ما جعل الفضول يعتري عددا من وسائل الإعلام لمعرفة من تكون تلك السيدة التي “اشتهرت” وسط الخراب.
صحف عالمية كبرى مثل “نيويورك تايمز” الأمريكية، و”الاندبندنت” و”الميرور” البريطانيتين، وغيرهما من الجرائد الدولية، اهتمت بصورة المرأة المرعوبة، واقتفت أثرها، فوجدت أن الأمر يتعلق بمضيفة طيران هندية الأصل، تدعى نيدي شافيكار، تعمل على متن الخطوط الجوية الهندية.
المضيفة الهندية التي ما كانت تعتقد يوما أن صورها ستنتشر انتشار النار في الهشيم وسط المنابر الإعلامية الدولية بسبب اعتداءات “داعش” على المطار الدولي ببروكسيل، تتابع العلاجَ في أحد مستشفيات العاصمة البلجيكية، قبل أن تعود إلى بلادها، حيث تنتظرها أسرتها الصغيرة، المكونة من زوجها وطفليها.
وباتت صورة المضيفة الهندية التي التقطتها الصحافية المصورة الجورجية كيتيفان كاردافا (Ketevan Kardava)، الأكثر انتشارا وشهرة من بين الصور الرائجة عن الاعتداءات الدموية التي ضربت قلب بلجيكا، وأضحت رمزا يؤشر على مدى فظاعة ما جرى في مطار بروكسيل.
وكانت الهجمات الإرهابية التي استهدفت القلب النابض في بلجيكا قد أسفرت عن سقوط 34 شخصا، وجرح وإصابة العشرات من الضحايا، أشهر صورهم المتداولة كانت للمضيفة الهندية، وسط خراب كبير خلفته هجمات هي الأكبر من نوعها في أوروبا، منذ هجمات باريس، والتي أدت إلى مقتل 130 شخصاً.
ورغم دفع السلطات البلجيكية بانعدام العلاقة بين أحداث باريس وما وقع أمس في بروكسيل، إلا محللين يرون العلاقة جلية بين الحادثتين الإرهابيتين، باعتبار أن هجمات بلجيكا كان مخططا لها من لدن الخلية نفسها التي ضمت عبد الحميد أباعود، قائد هجمات باريس، وصلاح عبد السلام، المعتقل حالياً لدى السلطات البلجيكية.