وجه حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، رسالة شديدة اللهجة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، متهماً إياها بأنها مصدر للفكر الذي ينتهجه تنظيم الدولة الإسلامية، مشيراً إلى وجود 100 إماراتي يقاتلون في صفوف التنظيم.
حديث العبادي جاء في لقاء له مع قيادات مليشيات الحشد الشعبي التابعة للطائفة الشيعية، عقب حوالي أسبوعين من نشوب أزمة كبيرة بعد تصريحات وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والتي طالب فيها بمحاربة إرهاب الحشد الشعبي إلى جانب محاربة تنظيم الدولة، وما تبع ذلك من تهديدات من قبل قيادات في الحشد للإمارات والخليج عموماً.
وقال العبادي في اجتماعه: “رسالتي إلى الدول الخليجية، أنتم جيراننا في جنوب العراق وهذا قدرنا، حلنا الوحيد أن نتعاون للتغلب على التهديد الذي تعرض له العراق والذي حل في سوريا وأدى إلى تدميرها بدرجة كبيرة، وإن التهديد ليس بمنأى عن أحد”.
وتابع رئيس الوزراء العراقي: “ليكن في تصوركم أن المشكلة أصلها في الفكر، وهو موجود هناك وكلنا يعرف أين الفكر موجود، وهذا الفكر سينقلب على أصحابه”، وأضاف محذراً: “أحذر الجميع، لا يوجد هناك رادع أمام هذا الفكر إلا التوحد، ونحن مستعدون”.
وأضاف العبادي: “دافعنا عن أنفسنا وقدمنا تضحيات كبيرة من أجل الدفاع عن العراق، وفي هذه الأثناء دافعنا عنكم (عن الدول الخليجية)، ولو لم ندافع نحن عن الأنبار ومناطقنا الأخرى، لكان داعش وصل إلى الحدود الجنوبية العراقية مع الدول الخليجية، فمن الذي يوقفهم؟ هل جيوش الخليج ستوقفهم؟”.
وزعم العبادي :داعش لديه أنصار في دول الخليج، وهناك فكر مترعرع، والكل يتحدث بذلك وهو ليس سر أنا أذيعه”، لافتا إلى أن “هذه الدول تعلم بذلك، مجموع من قاتلوا في صفوف داعش من دولة الإمارات العربية المتحدة وصل إلى مائة شخص، فكم نفوس الإمارات مقارنة بالعراق”.
وأضاف العبادي: “العراق عاش الـ40 سنة الأخيرة كلها حروب ومآس ودكتاتورية، ونفهم من ذلك لماذا يلجأ البعض منهم إلى حمل السلاح، ولكن لماذا الإماراتيون يلجأون إلى الانضمام، والبعض منهم عسكريون ومن مستوى اقتصادي جيد وليسوا على حافة المجتمع في الإمارات، ولم تشهد هذه الدولة في المائة سنة الأخيرة أي حرب؟”.
واختتم رئيس وزراء العراق رسالته إلى الخليج، بالقول إن “المشكلة ليست في العراق، وإنما المشكلة عندكم، فلا تحملونا المسؤولية، وتقولوا إن هناك مشكلة سياسية في العراق، أين المشكلة السياسية في العراق؟ فنحن نتعايش معا، وأنتم لا تتعايشون معا، وحكومتنا وبرلماننا يشارك فيهما الجميع، والكل متاح له الحرية في الإعلام، فهل لديكم حرية حتى تعطونا الدروس في الاستيعاب؟”.