نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا للكاتب البريطاني “بيل ليو” زعم فيه أن مصلحة دولة الإمارات تقضي بتقسيم اليمن إلى شمال وآخر جنوبي.
وقال “ليو”، بدأت الحرب عندما تقدّم المتمرّدون الحوثيون جنوبًا، بالمخالفة لنصيحة داعميهم الإيرانيين، وتمكنوا من السيطرة على مدينة عدن. كان هذا كافيًا لإدخال الإمارات والسعودية في الحرب.
وتساءل الكاتب، لماذا دخلت الإمارات الحرب؟ إن وضعنا جانبًا ولاءها لمجلس التعاون الخليجي، فسيتطلّب الأمر نظرة عميقة تتجاوز البروباجاندا المحيطة بـ«عاصفة الحزم»، لنرى دوافع الإمارات الحقيقية.
الوجهة عدن
يرى “ليو”، أن للإمارات علاقات اقتصادية وطيدة بإيران، صمدت أمام أحداث جسام كالثورة الإيرانية، والعقوبات الدولية، وحتى الأزمة السعودية الأخيرة. لا تتفق الإمارات مع السعودية في نظرتها المعادية لإيران، لذلك كان رد الفعل الإماراتي خافتًا إذا ما قارنناه بالسعودية التي أغلقت سفارتها بطهران بعد الاعتداء عليها من قِبل المتظاهرين الغاضبين عقب إعدام نمر النمر.
لكن عين الإمارات لطالما كانت على عدن، بصفتها امتداد طبيعي لموانئ دبي يمثّل طريقًا سهلًا للمحيط الهندي، وبديلًا لمضيق هرمز الذي تتشاركه دول الخليج، على مضض، مع إيران.
الإمارات هي التي قادت الهجوم البرمائي على عدن في صيف 2015، على الرغم من رفض الولايات المتحدة لطلبها الدعم من القوات الخاصة. مثّل هذا الهجوم واحدًا من انتصارات التحالف السعودي القليلة، حيثُ تمّت السيطرة على عدن وتمكن الرئيس اليمني الحالي، عبد ربه منصور هادي، من العودة إلى عدن.
ويتابع الكاتب، يزعم البعض أن الإمارات أبعدت قواتها عن مهام الجبهة الأمامية ودوريات الشوارع، بهدف تقليص الخسائر.
لكن عدن تظل هدفًا يستحق التضحية. فشركة موانئ دبي العالمية (DP World)، واحدة من أكبر شركات الموانئ في العالم، كانت قد وقّعت اتفاقية مع عدن، والرئيس السابق عبد الله صالح، ولكنها انسحبت منها في 2012، بعدما حاول الرئيس عبد ربه منصور هادي تعديل شروط الاتفاقية.
لكن في أكتوبر من العام الماضي، كشفت الشركة عن خطتها لإعادة إحياء الاتفاقية، حيث قال رئيس مجلس الإدارة، سلطان بن سُلَيم: «إنّنا نستكشف المجالات التي يمكن أن نساعد فيها جيراننا في مبادراتهم لاستعادة البنية التحتية البحرية والتجارية في عدن، ونتطلّع إلى تطوّر مناقشاتنا في المستقبل القريب».
تهيئة المناخ لأبوظبي
يقول الكاتب، لكن قبل أن يحدث هذا، تحتاج الإمارات إلى ترتيب يسّهل الأمور، والسيناريو الأفضل للإمارات هو أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 1990: أن تنقسم اليمن إلى دولتين، في الشمال والجنوب. سيقع الجنوب، وعاصمته عدن، تحت دائرة النفوذ الإماراتي، بينما يرزح الشمال تحت نير السعوديين.
لكن مثل هذه النتيجة تظل بعيدة المنال، خاصة مع تصاعد قوّة تنظيم القاعدة، وسيطرته الهادئة على إقليم حضرموت الغنيّ بالبترول، بلدة وراء بلدة، بالتنسيق مع القبائل المحلية. ناهيك عن داعش، التهديد المحتمل الذي يلوح في الخلفية، والحوثيين وقوات صالح التي لن توافق بهذه السهولة على تقسيم البلاد، ولن ترحل في هدوء.
وختم التقرير، مثل الكثيرين قبلهم، دخل الإماراتيون حربًا ولم يعدّوا استراتيجية للخروج منها. وبينما تتصاعد خسائرهم، يجب عليهم التفكير جيدًا في طريقة لتقليل هذه الخسائر.