قال مصدر في حزب الله اللبناني إن القرار الروسي بالانسحاب من سوريا تم بعد تنسيق مع الحزب، مؤكداً أن الحزب كان متواجداً قبل الوجود الروسي وسيظل متواجداً بعده، نافياً كل الشائعات التي ترددت عن خطة للانسحاب.
وأضاف المصدر لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “ما قيل عن سحب بعض قواته لم يكن إلا تبديلاً روتينياً للقوات يحدث كل مدة، ولا زال عدد قوات الحزب المتواجدة في لبنان يتراوح حول معدلاته الطبيعية التي قد تصل إلى 10 آلاف جندي، ولكن الحزب يستقدم أعداداً جديدة من المقاتلين أحياناً وفقاً لما تحتاجه المعارك”.
وقال المصدر أيضاً إنّ “الحرس الثوري الإيراني يحضّر لإرسال المزيد من العناصر إلى سوريا، كما أن الروس تركوا تجهيزات وقوات جاهزة للتدخل إذا ما شعرت القوات الحكومية السورية أو الحزب بالحاجة للروس في معركة ما”.
وأضاف أن أكثر ما يهم الحزب حالياً هو تأمين الحدود اللبنانية لمنع تسلل مسلّحين، محذراً من أن معركة “جرود عرسال” اقتربت كثيراً، فقرار دخول الحزب إلى الجرود متخذ منذ وقتٍ طويل، لكنّ بعض التغيرات والحوادث المحلية والإقليمية تؤجّل المعركة كل مدة، وقال إن “حزب الله أنهك المسلحين في الجرود بالضربات الخاطفة، وها هو الآن يستعد للمواجهة الكبرى والحاسمة”.
وأكد أيضاً أن هناك تقدّماً ملحوظاً لحزب الله على محور تدمر، أمّا حلب فتشرف إيران على المعارك فيها لما للمدينة من أهمية استراتيجية.
وساطة تركية لأسرى “حزب الله”
وكشف المصدر أن “حزب الله” يقوم بمفاوضات غير معلنة في ملف أسراه الثلاثة بوساطة إيرانية، وأوضح أن ملف الأسرى بات لدى الإيرانيين الذين يفاوضون الأتراك لما لديهم من تأثير على الكتائب التي تحتجز عناصر الحزب، مؤكداً أن الحزب تمكّن في مقابل أسراه من أسر قائد كتائب المعارضة السورية في منطقة العيس.
وقال إن الأسرى الثلاثة كانوا قد ضلّوا الطريق في بلدة العيس بريف حلب الشمالي في أكتوبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2015)، فوقعوا في يد الجماعات المسلحة التي أعلنت أسرهم بعد أسبوعين، لافتاً إلى أن أحدهم مجهول المصير، خصوصاً أنه كان مصاباً إصابة بالغة في معدته عند أسره.