في خطوة نادرة ما تحصل في أروقة حركة حماس التي تنتهج السرية في الخلافات الداخلية، تبرأت الحركة، وفي تصريح صحفي رسمي وزعته على وسائل الإعلام، من تصريحات للسياسي أحمد يوسف، الذي كان شغل في أحد الفترات مسؤول العلاقات الخارجية لحكومة الحركة في غزة، إضافة لعمله مستشارا سياسيا لرئيس الحركة في غزة إسماعيل هنية.
حركة حماس في بيانها الرسمي تبرأت من تصريحات يوسف حول زيارة وفدها القيادي الرفيع الذي يزور القاهرة.
والدكتور أحمد يوسف لم يلتزم على الأرجح بالسرية التي تفرضها حركة حماس على زيارة الوفد، وأدلى بتصريحات حول الزيارة وهدفها والملفات التي تناقش مع القاهرة، وكشف عن الوسطاء الذين تدخلوا لإقناع مصر باستقبال الوفد، بعد أن كادت أن تلغى هذه الزيارة، في أعقاب ما وجه للحركة من اتهامات من الداخلية المصرية بالاشتراك في اغتيال النائب العام.
وقالت حماس في بيان لها إن ما صدر عن د. أحمد يوسف في تصريحه للصحافيين حول زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة “يفتقد إلى الصحة، ولا يمثل حقيقة تحركات الوفد”.
وفي لغة ودودة للحفاظ على المشاعر والجو العام، وصف التصريح أحمد يوسف بـ “الأخ”، لكنه الوصف تلي باعلان حماس انه لا يمثل موقف الحركة الرسمي، وأن هذا الموقف يأتي من خلال بياناتها وتصريحاتها الرسمية وقيادتها السياسية، وبذلك تكون حماس قد رفعت عنه صفه القيادي السياسي في الحركة كما توصفه وسائل الإعلام.
وبالرجوع إلى تصريحات يوسف التي أثارت هذه الخلافات داخل حركة حماس، فقد كشف الرجل أن الزيارة كانت مقررة منذ أكثر من أسبوع، إلا أن الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية المصري اللواء ماجد عبد الغفار لحركة حماس أجلت الزيارة إلى حين تهدئة الأوضاع مجدداً.
وبين أن هذه الاتهامات كادت أن تقضى على كل الترتيبات والتفاهمات التي تم الاتفاق حولها لزيارة الوفد الذي يمثل قيادات حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج.
وأكد أن الزيارة تبحث ملف المختطفين الأربعة من عناصر حركة حماس في مصر بالإضافة إلى معبر رفح وفتحه بشكل دائم والهدنة مع الاحتلال الإسرائيلي ومدى التزامه بهذه الهدنة وتحسين الواقع المعيشي في القطاع.
وكشف أيضا أن هذه الزيارة تأتي في إطار المصالح العامة للمنطقة، وأن المملكة العربية السعودية أكثر من تحرك لإنجاز هذا اللقاء بين حركة حماس ومصر بالإضافة إلى قطر ومسؤولين مصريين والسودان والعديد من الأطراف.
وقال يوسف ان الوفد لن يعود إلى القطاع، وسيقوم بجولة خارجية بعد لقاء الدوحة مع حركة فتح للعديد من الدول العربية والإسلامية، حيث سيقوم بزيارة قطر والسعودية وإيران وتركيا ولبنان.