ثمة شيء غامض ستفصح عنه الأيام المقبلة.. فمن خبر توجه وفد حمساوي إلى القاهرة للقاء رئيس المخابرات المصرية إلى افتتاحية لصحيفة الأهرام الحكومية تكتشف فيه أن حركة حماس حركة مقاومة وليست أخطر من إسرائيل على مصر كما روجت منذ تولي السيسي عرش مصر
ونشر الكاتب محمد أمين المصري مقالاً في افتتاحية صحيفة الأهرام غازل فيه حركة حماس وعنون المقال بـ”نفق عرفات” .
المقال كاملاً :
تميز الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بجملته الخالدة :”أرى الضوء فى آخر النفق”، وكان يقصد بالضوء القدس الغالية على قلبه وقلب كل فلسطينى وعربى ومسلم. لم يتخل عرفات عن أمله وحماسه ونفقه وضوئه، فكم من خيالات كثيرة داعبته فى جميع مراحل حياته.
لكم كان رائعا الرئيس عرفات، فقد أدرك مبكرا المصاعب التى تواجه القضية الفلسطينية، فتعامل معها بالوقائع أحيانا، والتفاؤل والآمال أحيانا أخري، فأعاد قطاع غزة ونحو 90% من الضفة الغربية، وانتظر استعادة القدس الشرقية، وكاد يحقق أمله ويبلغ آخر النفق ويصلى فى المسجد الأقصي، لولا مشقة مفاوضات كامب ديفيد فى يوليو 2000 والتى أعادت الفلسطينيين الى المربع واحد ليخسروا كل ما حققه اتفاق “غزة – أريحا أولا” وما تلاه من مرجعيات مع الإسرائيليين.
مات الرئيس عرفات مسموما ولم يمت الأمل لدى الفلسطينيين، فلديهم أوراق ملكية بيوتهم وأراضيهم فى فلسطين الأم، وأشعار محمود درويش وسميح القاسم عن الأرض وروايات غسان كنفانى . ولديهم إرادة قوية ومعين لا ينضب من الأمل فى استعادة كافة أراضيهم، ولديهم طاقات أطفالهم وشبابهم التى وإن توحدت قواهم وانطلقت وخرجت من مكمنها لحررت وطنهم المغتصب.
أما مصر فهى أكبر أمل للفلسطينيين، ولكن ثمة ما يريد نزع هذا الأمل عنهم، وبدلا من أن تحنو مصر على الفسطينيين وسكان قطاع غزة تحديدا، نرى نفرا من السياسيين المصريين المغرضين الذى لا يدركون معنى السياسة، يحرضون الدولة على ضرب حماس. وهؤلاء لم يدركوا بعد أن حماس حركة مقاومة لطالما نالت اعجابنا وستظل حركة مقاومة لولا السياسة الملعونة التى اقتصت من رصيدها فى قلوب العرب والمصريين.
لم يدرك هؤلاء المغرضون وهم يطالبون الجيش بتنفيذ ضربات عسكرية فى عمق قطاغ غزة، أن مصر بذلك ستكون مثل دولة إسرائيل الإرهابية. فمصر هى رئة وأكسجين القطاع وعليها أن تكون بلسما لكل فلسطينى حتى وإن أخطأ بعض قيادات حماس بحق مصر، فأنفاق الحركة الى زوال، ولكن يبقى نفق عرفات بضوئه وأمله، ومصر هى نهاية النفق.