الأميركي الوحيد في دمشق، لا يزال مقيماً فيها منذ 40 سنة ويرفض مغادرتها، وفيها يعلم الإنجليزية بإحدى مدارسها، اسمه Thomas Webber ويصر على البقاء رغم تساقط القذائف في الشارع الذي يقيم فيه أحياناً، وفق ما كتبت عنه صحيفة “التايمز” البريطانية في موقعها الأربعاء، بعد أن تحدثت إليه عبر الهاتف.
ذكر ويبر للصحيفة أنه لا حل يقنعه بترك دمشق التي غادرها أولاده الثلاثة من زوجته السورية، حاملين معهم أولادهم، وعددهم 11 حفيدا. أما هو فيقول: “لا توجد طريقة تحملني على المغادرة، والسوريون أحسن وأجمل شعب في العالم” وفق تعبيره. مع ذلك، فحين يستيقظ كل صباح يتفحص سيارته من أسفلها، ليرى ما إذا وضع أحدهم عبوة لتفجيرها قبل أن يقودها.
ويبر الذي أبصر النور قبل 71 سنة في مدينة Buffalo بولاية نيويورك، وصل في 1975 إلى سوريا، وسبق أن سكن في مركب عبارة بولاية كاليفورنيا، وهو لا يتعاطى بالشؤون السياسية في دمشق، لكنه معارض كبير للتنظيم “الداعشي”، ويذكر أنه اعتنق الإسلام منذ 40 سنة، ويرى أن التنظيم المتطرف “هو الأبعد عن أي دولة إسلامية عرفها العالم” وأن “الدواعش” يسيئون للمسلمين وسمعتهم” كما يقول.
“ولأغادرها، عليهم بحملي منها حملاً”
لا ينسى ويبر المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، فيصفه بغبي، ويرى أن معظم الأميركيين يعتقدون أن كل مسلم هو إرهابي “مع أن السوريين هنا هم الأكثر ودية وميلا إلى الصداقة، والانطباع بأن كل واحد منهم ركب القارب ليلجأ إلى أوروبا هو انطباع خاطئ”، ثم أبدى تفاؤله بوقف إطلاق النار الهش بعض الشيء حاليا “مع أن السوريين لا يشاركونه تفاؤله” كما قالت الصحيفة، لكنه يقول: “الناس تعبوا.. تعبوا من سماع القذائف تطلق جيئة وذهابا، ومن كل ما تتركه من دمار” وفق تعبيره.
الأميركي الوحيد في دمشق، يعشق التدريس الذي يمارسه “بارت تايم” أي من دون أن يخصص له وقته بالكامل، ويشرح أن تلاميذه الذين قام بتعريفهم على الكاتب تشارلز ديكنز “يجعلوني أشعر بأني ابن 45 سنة، لذلك أحس بالروعة في كل يوم أقوم بتعليهم”.