رد مدير قناة الجزيرة القطرية ياسر أبو هلالة، الأربعاء، على موجة الانتقادات الواسعة التي طالت القناة منذ الاثنين الماضي، من قبل ناشطين وإعلاميين تونسيين عقب نشر صحفية بـ”الجزيرة” تعليقا على “فيسبوك” انتقدت فيه “سيلفي” لعسكريين تونسيين مع جثث إرهابيين بعد القضاء عليهم ببن قردان.
وكانت الصحفية بقناة الجزيرة فاطمة التريكي علقت على صورة “سيلفي” تداولتها مواقع التواصل لجنود تونسيين مع جثث إرهابيين، تعبيرا عن انتصارهم عليهم، بقولها: “بماذا يعلفونكم في هذه الجيوش العربية”، قبل أن تحذفها فيما بعد.
واعتذرت التريكي على طريقتها بقولها: “حذفت الصورة والمنشور الخاص بالسيلفي مع الجثث، أعتذر لأنني لم أستوعب الانتصار المعنوي في الصورة! وعليه حذفت كل ما يتعلق بكم.. انتو صح.. انتصرتم علي.. ما تواخذونا ويا ريت بقى كل واحد يروح بسبيله”.
موجة غضب
ومنذ الاثنين الماضي، تطرقت عديد وسائل الإعلام لمنشور التريكي، كما ضجت صفحات التواصل بالتعليقات الرافضة لما كتبته الأخيرة، حيث اعتبره كثيرون مسا وتطاولا على الجيش التونسي الذي يخوض حربا ضد الإرهاب بمدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا.
كما طالت موجة الغضب والانتقادات القناة نفسها، لتبلغ ذروتها بمطالبة بعض السياسيين والإعلاميين على صفحاتهم بـ”فيسبوك” بغلق مكتب الجزيرة بتونس.
واستنكرت بعض الأصوات هنا وهناك في المنابر الإعلامية “سيلفي الجنود”، معتبرة تصرف الأخيرين غير مقبول لأنه يمس من حقوق الإنسان، حتى ولو كانت الجثث لإرهابيين.
وانتقدت الممثلة السينمائية والناشطة الحقوقية سوسن المعالج، الصورة، حيث كتبت “جنودنا البواسل، فخر تونس يا حماة الديار وما تبقى من عزة تونس: لا تنزلقوا في لعبة التشفي والتنكيل! أنتم السند الأخير الحافظ للسيادة والكرامة الوطنية، لا ترقصوا بها على الجثث رجاء، هذه الجثة مما أنجبت تونس…”.
جانبت فيه الصواب
وقال مدير “الجزيرة” أبو هلالة في بيان نشره على حسابه الشخصي، الأربعاء، على “فيسبوك” ونشرته صفحة القناة تحت عنوان “مع تونس كنا وسنبقى”: “إن ما ينشر في الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لا يعبر عن موقف القناة، لكن القناة وفق لوائحها تحاسب كل موظف على ما يكتب في حسابه، سواء كان إساءة مباشرة لطرف أو ما يفهم منه إساءة”.
وتابع أبو هلالة بقوله: “لا يغيب عن ذاكرتي مشهد أعلام الجزيرة مرفوعة في مهرجانات الثورة في أثناء تغطيتي لتونس بعد انتصار ثورة الياسمين، ولا أنسى عتاب شباب القصبة لي “نحن أولاد الجزيرة”، أتذكر ذلك وأنا أتابع العتب على الجزيرة بسبب تعليق زميلة على صفحتها في “فيسبوك” جانبت فيه الصواب”.
حملات منظمة
وأضاف: “تحول العتب إلى غضب، وهذا من حق المشاهد التونسي علينا، غير أن الأمر تحول إلى حملات منظمة ضد الجزيرة، وهي حملات لم تتوقف بسبب وبدون سبب. تماما كما حصل في الأردن إذ قولتني صفحات افتراء ما لم أقله بحق الجيش الأردني على الرغم من أنني تركت مكتب عمان من عام ونصف”.
وعبر أبو هلالة عن تضامنه مع تونس، بقوله: “أود هنا أن أؤكد على التضامن مع الشعب التونسي بعامة وضحايا الإرهاب بخاصة وحرصها على أمنه وسلامته”، مشيرا إلى أن “الجيش التونسي قدم نموذجا للجيوش العربية في حمايته للثورة والانتقال الديموقراطي وجنب تونس كوارث وقعت فيها دول عربية أخرى”.
وذكر بتغطية الجزيرة لتونس “سواء من خلال غرفة الأخبار ومكتبها أنصفت ثورة الربيع ومنجزاتها والتي آخرها فيلم ثورة التوافق الذي احتفى بفوز رباعية تونس بجائزة نوبل، كما أن المكتب قدم تغطية مهنية مميزة للأحداث الأخيرة”.
وختم أبو هلالة بأن “الموقف المتضامن مع الضحايا والرافض للإرهاب والداعم للربيع العربي والرافض للثورة المضادة وما جرته من ويلات على المنطقة العربية إرهابا واحترابا واستبدادا هو موقف مبدئي أخلاقي قبل أن يكون مهنيا”.
عن (عربي ٢١)