لوس أنجلوس- “وطن- خاص”- قلق وتخوف كبير يجتاح كلّا من المسؤولين التونسيين والجزائريين في الأيام الأخيرة بسبب عزم الدول الغربية التدخل في ليبيا بدعوى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
فبعد أن أبدى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الخميس، قلقه من تدخل عسكري أجنبي محتمل في ليبيا المجاورة لتونس، مطالباً بأن يتم “التشاور” مع بلاده قبل أي قرار بهذا الصدد، قال مصدر أمني جزائري،: إن “السلطات الجزائرية والتونسية، قررت إقامة مناورات وتدريبات مشتركة لقواتهما الجوية، خلال الأسابيع المقبلة، هدفها التصدي لتهديدات محتملة من قبل تنظيم داعش في ليبيا”.
وأكد المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته، للأناضول، أن “التدريبات تتضمن التنسيق بين القوات الجوية في الدولتين في مواجهة تهديد بري مصدره تنظيم داعش في ليبيا”.
وأضاف أن “التدريبات المشتركة تأتي في إطار التعاون العسكري والأمني بين البلدين، بالإضافة لالتزام الدولتين بالمبادرة الدفاعية لدول غرب المتوسط (مجموعة 5+5)”.
ووفق المصدر فإن “التدريبات تشمل طائرات مقاتلة حربية، وترتكز في المثلث الصحراوي الواقع في أقصى جنوب الحدود البرية بين تونس والجزائر، والتي تلتقي مع حدود ليبيا، ويبعد عن البحر المتوسط بـ800 كم وعن العاصمة الجزائرية بـ1000 كم”.
وصرحت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، في 29 يناير/ كانون الثاني، بأن الدول الغربية مستعدة لقتال تنظيم “الدولة” في ليبيا حتى إذا أخفق الليبيون في تشكيل حكومة موحدة قريباً.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد ذكر أن التحالف الدولي يدفع مقاتلي تنظيم “الدولة” إلى التقهقر في معاقلهم في سوريا والعراق، لكن التنظيم يهدد ليبيا وقد يسيطر على ثرواتها النفطية.
وقال الصحفي الجزائري المتخصص في الشؤون الأمنية بوعلام فوزي، للأناضول: إن “داعش ليبيا انتقل بسرعة من مصدر للتهديد في داخلها إلى مصدر لتهديد منطقة المغرب العربي كلها”.
وأضاف: “أعتقد أن الجزائر تعتبر التهديد القادم من ليبيا، والذي يمثله تنظيم داعش، مصدر تهديد حقيقي لأمنها الوطني، ولهذا لن تتأخر في معاونة الجارة تونس لمنع التنظيم من تهديد هذا البلد”.
يذكر أن تونس كانت قد أغلقت حدودها مع ليبيا لمدة 15 يوماً في شهر نوفمبر 2015، إثر اعتداء انتحاري في قلب العاصمة تبناه تنظيم الدولة وقتل فيه 12 من عناصر الأمن الرئاسي. كما تؤكد السلطات التونسية أن منفذي اعتداءين داميين في باردو بالعاصمة وسوسة (ساحل شرقي)، تدربا على السلاح في ليبيا.