نشرت صحيفة “أيل مانيفستو” الإيطالية أخر مقال كتبه الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي قتل في مصر بعد اختطافه في ذكرى 25 يناير، والذي هاجم فيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهيمنته على البرلمان والعمل النقابي في مصر، بحسب ما نشر في المقال.
وأوضحت الصحيفة أنها نشرت المقال الذي كتبه “ريجيني”، قبل اختطافه في ذكرى 25 يناير، تحت عنوان “في مصر.. الحياة الأخرى للنقابات العمالية المستقلة”، موضحا أن الرئيس السيسي يسيطر على البرلمان من خلال أكبر عدد من رجال الشرطة والجيش الذين دخلوا المؤسسة التشريعية في تاريخ مصر، في الوقت الذي تصنف مصر ضمن أسوأ الدول التي تتعدى على حرية الصحافة، غير أن اتحاد النقابات العمالية يرفض الخضوع لهذه الهيمنة، بحسب ما ورد في المقال.
وأوضح “ريجيني” في تقريره أنه أمام هذا الصراع، أعلن مركز النقابة العمالية وخدمات العمال، عن عقد اجتماع غير عادي لأعضائه، وعلى الرغم من أن غرفة الاجتماع لا تضم سوى 100 مقعد، إلا أن الغرفة لم تتمكن من استيعاب الناشطين الذين قدموا من أنحاء مصر.
وأضاف “ريجيني” أن الاجتماع تناول التوصية الذي قدمها السيسي للوزراء على ضرورة توطيد علاقة قوية بين الحكومة والاتحاد الرسمي فقط للعمال المتمثل في اتحاد النقابات العمالية، قائلا: “يحمل هذا القرار في طياته السيطرة على الدور الذي تلعبه النقابات العمالية المستقلة والعمل على تهميش العمال”.
ولفت “ريجيني” إلى أن سياسة الحكومة تتبع خطوط هجومية على حقوق العمال وحريات العمل النقابي، والتي تتعرض للعديد من القيود منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، كما تفشل النقابات في تغيير حالة الإحباط لدى العمال في أنحاء الجمهورية.
وتابع ريجيني: “بعد ثورة يناير شهدت مصر اتساعا غير مسبوق في الحرية السياسية ونتج عنها ظهور مئات النقابات العمالية، وعلى رأسها مركز النقابة العمالية وخدمات العمال، والذي يتولى تدريب ودعم الناشطين، لكن خلال العامين الماضيين، تسبب القمع والتعاون بواسطة النظام الآلي في إضعاف أي مبادرة عمالية، ونتيجة لذلك لم يعقد اتحاديين هامين، وهما مجلس العمل الديمقراطي واتحاد النقابات المستقلة، أي جلسة عامة منذ عام 2013”.
وأوضح “ريجيني” أن هناك وجهة يدركها النظام في ظل الإطار القمعي والاستبدادي القائم، بحسب وصفه، وهو أن المبادرات الشعبية والعفوية تكسر حائط الخوف وتعطي دفعة كبيرة من أجل التغيير.
واختتم “ريجيني” مقاله بالقول “إن تحد الاتحادات النقابية لحالة الطوارئ ودعوات النظام للاستقرار والنظام الاجتماعي، يعني حتى ولو بشكل غير مباشر أنها تتخذ مواقف جريئة مثيرة للتساؤل أمام الخطاب الأساسي الذي يستخدمه النظام لتبرير وجوده وقمعه للمجتمع المدني”، بحسب المقال.