قال الباحث والكاتب الألماني ماتياس سالير، المتخصص في الشأن السياسي في الشرق الأوسط، إن المملكة العربية السعودية غير راضية عن سياسات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في مصر.
وأضاف الباحث، في حوار مع صحيفة ” دير ستاندرد ” النمساوية، إن تدهور الوضع الاقتصادي السياسي والمعيشي للمواطن وارتفاع معدل الفقر، وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي لمستوى خطير عما كان عليه إبان حكم محمد مرسي يوضح سبب إحباط السعودية وعدم رضاها عن نظام السيسي.
وتابع: إن من أسباب تدهور العلاقة بين الجانبين هو عدم وجود حل أو بوادر مصالحة للأزمة السياسية في مصر بين نظام السيسي والمعارضة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن الوضع في تدهور وقمع الحريات في ازدياد عن أي وقت مضى .
وأوضح الباحث أن أكثر ما يهم السعودية هو الاستقرار، لكن استقرار مصر شبه منعدم في ظل ازدياد الهجمات الإرهابية وعدم وجود مناخ للتعبير عن الرأي بحرية، الأمر الذي يقلل من فرص التحسن ولا يدع أدنى شك أن الأوضاع لن تتغير وستستمر في تدهور في ظل التعامل الحالي للنظام بهذه الطريقة.
وعن تغيَّر سياسة الرياض عن الموقف السابق للملك عبد الله تجاه جماعة الإخوان المسلمين، قال الباحث الألماني إن القيادة الحالية في السعودية مازالت ترى في الإخوان المسلمين خطورة، لكن حالياً يرون أن تنظيم الإخوان في أشد ضعفه، وأن الخطر الأكبر الحالي على السعودية وحكمهم هم الإيرانيون.
وبالتالي- والكلام للباحث الألماني- تحالف السعودية مع الإخوان في اليمن وسوريا أمر طبيعي ومهم ومفروغ منه لصد الهجوم الإيراني، كما أن تحالفهم مع الإخوان فيه مكسب ومفيد لأن الإخوان قوة لا يستهان بها على الأرض في ذلك الموضوع.
ورأى الباحث أنه من غير المرجح أن تتخلى السعودية بشكل كامل عن دعمها لمصر، لأن استقرار مصر مهم لها وأيضاً لا تريد أن تفقد تأثيرها على السياسية الخارجية المصرية.
وذهب الباحث للقول إن الإمارات تنظر للسعودية بنظرة براغماتية وتشككية في تعاملها مع الإخوان المسلمين، وهذا واضح بعد تحالف السعوديين مع حزب الإصلاح في اليمن والذي يمثل الإخوان هناك، وهو التحالف الذي رفضته الإمارات بشدة، ولكن هذا يشير أن اليد العليا والقوة للسعودية وليس للإمارات.