“لماذا فشلت الديمقراطية في مصر؟”.. كان هذا هو السؤال الذي حاولت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الإجابة عنه من خلال توجيه إلى عدد من خبراء الشرق الأوسط والسفراء الإسرائيليين. واتهم هؤلاء الرئيس الأسبق محمد مرسي و”الإخوان المسلمين” بالتسبب في فشل المسار الديمقراطي بمصر.
وقالت الصحيفة إنه “في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها مصر في تاريخها، تم انتخاب الرئيس محمد مرسي بغالبية 51.73 % من أصوات الناخبين، وبعد فوزه حافظ الأخير على كل بند من بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل”.
وأضافت: “عمل ضد عناصر إسلامية هاجمت جنود مصريين في سيناء، كما حاول أن يحقق استقرارًا اقتصاديًا، كما صاغ بمساعدة البرلمان دستورًا جديدًا في مصر، لكن بعد عام من انتخابه تم إسقاط نظام الإخوان بعد ثورة شعبية”.
وأشارت إلى أنه “بعد 5سنوات من الربيع العربي، يتهم محللون وخبراء إسرائيليون مرسي والإخوان والسلفيين، ويحملوهم مسؤولية غياب الديمقراطية”.
ونقلت عن البروفيسور شمعون شامير السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر قوله: “يقولون دائمًا في الغرب إن إسقاط نظام ديكتاتوري يمكنه أن يؤدي إلى تحقيق الديمقراطية، لكن التجربة المرة علمتنا أن سقوط الطغاة يجعل الفوضى هي البديل”.
وقال اوريه شافيط -الأكاديمي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية – إن “الإخوان قرروا خوض الانتخابات، وهم يعرفون أن هذا أمرًا محفوفًا بالمخاطر، لكنهم لم يقاموا الإغراء ومصر لم تكن جاهزة لهم، كما أنهم لم يكونوا كذلك مستعدون للحكم، وكان من المستحيل تحقيق الديمقراطية في عهد الإخوان المسلمين”.
وقال تسيبي برئيل -الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط- إن “النظام المصري الحالي يحافظ على علمانية الدولة ويسير بحذر على الحبل الدقيق بين الدين والسياسة”.
وأضاف: “منشدو الديمقراطية صحيح أنهم لن يجدوا تجسيدا لحلمهم في مصر، إلا أنهم هم أنفسهم الذي سيفضلون في زمن الإرهاب والذعر والرعب، نظامًا قويًا ذي قبضة حديدية يعلم جيدا كيف يقمع ويحارب ويهزم الإرهاب، ويجعلونه قبل أي شيء، قبل حتى الديمقراطية رقيقة القلب”.