دعا جنرال إسرائيلي إلى الشروع فورا في نقل صلاحيات محمود عباس، إلى وريث يكون “مريحا” بالنسبة لإسرائيل، ويمتاز بالنشاط والحضور.
وقال الجنرال شفتاي شوفال، الذي شغل مواقع في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” إلى وجوب تحلي إسرائيل بالحذر وعدم المجاهرة بدعم هذا المرشح، خشية أن يتم المس بشرعيته في نظر الفلسطينيين ويظهره كعميل لإسرائيل.
وفي مقال نشرته مجلة “Israel Defense”، صباح اليوم، شدد شوفال على توظيف من أسماهم “عملاء بالوكالة” مثل الأمريكيين والمصريين والأوروبيين والأردنيين، للتأثير على هوية خليفة عباس بحيث يكون مريحا لإسرائيل ولهذه الأطراف.
وشدد على أن تدخل إسرائيل “الذكي” وتأثيرها على مرحلة ما بعد عباس مهم لأنه يحمل في طياته تلافيا لمخاطر توقف التعاون الأمني المهم والحيوي، منوها إلى أن إسرائيل استغلت الصراع بين “فتح” و”حماس” في أعقاب المواجهات التي دارت بينهما في غزة في صيف 2007، من أجل تعزيز علاقاتها مع السلطة.
وحذر شوفال من مخاطر تدهور غير مسبوقة على الواقع الأمني في إسرائيل في حال لم تبادر إسرائيل للتأثير على مستقبل الأمور في السلطة، مشددا على أن وقوع إسرائيل تحت وطأة المفاجأة في أعقاب غياب عباس سيكون مكلفا.
وأضاف أن مسألة غياب عباس عن المشهد السياسي، ما هي إلا مسألة وقت، وأن الجميع بات يعرف هذا الأمر.
وأوضح شوفال أن السلطة الفلسطينية تعاني من فقدان شرعية متعاظم في أوساط الفلسطينيين بسبب الطابع الاستبدادي لإدارة عباس لشؤون الحكم فيها، وبسبب إحباط الفلسطينيين من عوائد المفاوضات.
ونوه شوفال إلى أن هناك احتمال أن تستغل حركة حماس غياب عباس وفقدان السلطة الشرعية لتسيطر على الضفة الغربية، ما يدفع إسرائيل لإعادة احتلالها، مستدركا بأن تولي إسرائيل زمام الأمور من بعد غياب عباس يحمل في طياته مخاطر كبيرة بسبب الكلفة الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ولم يستبعد شوفال أن يفضي غياب عباس إلى انفجار صراع داخل السلطة وحركة فتح، يفضي إلى فوضى تؤدي بدورها إلى المس بالواقع الأمني في إسرائيل؛ منوها إلى أن ذلك يفرض على إسرائيل التدخل وبكل قوة.
يذكر أن يوسي بيلين وزير خارجية اسرائيل السابق واليساري المخضرم قد أوصى قبل أيام إلى تحضير محمد دحلان القيادي الهارب من غزة إلى حضن أبناء زايد لتولي منصب رئيس السلطة عقب رحيل عباس, الامر الذي يضع مئات علامات الاستفهام أمام المرحلة المقبلة وخاصة على حياة الرئيس الفلسطيني وما ستؤول إليه الأمور.