“خاص- وطن”- تزامنا مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير التي تحل بعد أيام قليلة، تتجه الأنظار إلى الأوساط السياسية في مصر، لاسيما وأنها من المفترض أن تعبر عن حالة المواطنين، لكن يبدو الأمر مختلفا كثيرا، فهؤلاء النواب الذين يجلسون تحت قبة البرلمان الجديد يتنكرون اليوم من ثورة يناير ويعتبرونها تهمة.
نواب ضد يناير
هاجم عدد من نواب البرلمان المصري الجديد ثورة 25 يناير 2011، معتبرين أن مَن يدعو للخروج في الذكرى الخامسة للثورة متآمر يسعى إلى هدم الدولة ونشر الفوضى في ربوعها، ربما هذا الأمر لم يعد صادما بعد الأداء الذي رأه الجميع خلال الجلسة الإجرائية للبرلمان، وسب النائب مرتضى منصور لثورة يناير على الهواء مباشرة، ولم يحرك أي جهاز بالدولة ساكنا أو راح يثأر لثورة 25 يناير.
وفي هذا السياق؛ اعتبر اللواء سعد الجمال عضو مجلس الشعب عن محافظة الجيزة أن دعوات التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة يناير تهدد الأمن القومي، زاعما أن أجندات خاصة وراء هذه الدعوات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والحملات الهادفة لجمع قوى الثورة.
النائبة إيمان خضر عضو مجلس الشعب عن محافظة الشرقية، قالت إن دعوات النزول إلى الميادين في ذكرى الاحتفال بثورة 25 يناير ستؤدي إلى حالة قلق وفوضى هدفها إفساد فرحة المصريين، على حد قولها. أما النائبة مي محمود التابعة لحزب المصريين الأحرار فقد وصفت أصحاب دعوات التظاهر بالفئة المندسة.
المصالح تحكم
رفض كثير من نواب البرلمان المصري دعوات التظاهر في ذكرى ثورة يناير، يأتي بدافع شخصي بحثا عن المنفعة السياسية فهؤلاء النواب الذين اختارهم نظام السيسي كي يمثلوا الشعب لا يستطيعون الخروج عن الدائرة التي حددتها بعض أجهزة الدولة، لذا لا يستطيعون المجاهرة بمواقفهم الشخصية أو الوقوف بجانب الشعب والتعبير عن رغباته والسعي لتحقيق تطلعاته.
معلوم أنه حال خروج تظاهرات كثيفة خلال ذكرى ثورة يناير يعني إنهاء حياة هؤلاء النواب سياسا، لأنه لن يصبح لهم أي وزن عقب خروج هذه التظاهرات الساعية لإسقاط نظام السيسي، وعندها سيصبحون رجال النظام الذي تم خلعه على أيدي الشعب.
أنا شاركت في ثورة 25 يناير
حالة التنكر الشديدة والتنصل من ثورة 25 يناير واتهام القوى الثورية بالمتآمرين والخونة، دفع الكثير من أبناء الشعب المصري للمشاركة في كتابة آلاف التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن هاشتاج “أنا شاركت في ثورة يناير”، حيث جاءت التدوينات تأكيدا على قيمة ثورة 25 يناير واحترام شهدائها الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ومن أجل إسقاط نظام مبارك خلال عام 2011.
ومن أبرز التدوينات التي جاءت ضمن هذا الهاشتاج: ثورة يناير هتفضل مهما تقولوا وتعيدوا اكتر حاجة بتحرقكو لمجرد ذكر اسمها وبس”، “عرفت معني وقيمة الناس الطيبة الي كانوا حوليا، وان الي بيموتو دول اخواتي بعيدا ع السبب، ومرضاش بالظلم مهما كان حجمه”، و”اليوم اللى غيرنى وعرفت يعنى ايه حد مستعد يموت علشان حقه في الحرية يناير اعظم يوم في حياتي.
وقال آخر: اوعى في لحظة تتردد انك تقول بكل فخر واعتزاز #أنا_شاركت_في_ثورة_يناير وانك من اللي صنعوا التاريخ وان اي حد ماشاركش وماأيدش وقتها صرخة الشعب وهتف ضد الاستعباد واتفلسف هتفضل وصمة عار تلاحقه طول حياته، ولازم تعرف ان كرهه ليك وشتيمته فيك وفي ثورتك دة بس لأنك بتفكره بنقصه وجهله لما بيشوف انت اد ايه انسان الموت عندك اعز من الحياة بذل وهوان.
لم يقتصر الأمر على هاشتاج “أنا شاركت في ثورة يناير”، بل تم كتابة بيان يحمل نفس الاسم ووقع عليه عدد من الشخصيات العامة المصرية والنشطاء السياسيون، مطالبين بالإفراج عن آلاف الذين يقبعون في السجون دون أي جريمة، مؤكدين رفضهم التام لتحول ثورة 25 يناير إلى تهمة يتم معاقبة المواطنين عليها، خاصة بعد اتهام الدكتور طاهر مختار عضو لجنة الحقوق والحريات بنقابة الأطباء بأنه شارك في ثورة 25 يناير.