علقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على حادثة افراج الحرس الثوري الإيراني عن البحارة الأمريكيين الذين احتجزتهم مساء أمس الأول الثلاثاء, مشيرة إلى أن تلك الحادثة تعد مؤشرا على علاقات أكثر دفئا بين واشنطن وطهران.
وقالت الصحيفة – في تقرير على موقعها الإلكتروني – إنه تم إسدال الستار سريعا على أزمة تتعلق باحتجاز إيران لزورقين أمريكيين في مهمة تدريبية في منطقة الخليج أمس الأربعاء عندما أعادت إيران الزورقين وأطلقت سراح طاقمهما، في وقت سعى فيه مسؤولون بالبنتاجون جاهدين لشرح كيف آلت الأمور بالقوارب قرب القاعدة البحرية الإيرانية الرئيسية.
وأضافت أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشادت بموقف إيران وإفراجها السريع عن البحارة، باعتباره فائدة غير مقصودة لعلاقات دبلوماسية جديدة مع إيران أساسها الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عن طريق التفاوض بين ايران والولايات المتحدة وخمس دول أخرى في يوليو الماضي، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يدخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، وبذلك يتم رفع العقوبات المالية والنفطية المفروضة ضد إيران خلال العقد الماضي، ما يتيح حصولها على نحو 100 مليار دولار من أموالها المجمدة.
ونقلت عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قوله أمس الأربعاء في إطار شكره للإيرانيين على تعاونهم، “يمكننا جميعا تصور ما الذي كانت ستؤول إليه الأمور في حال حدوث موقف مماثل قبل ثلاث أو أربع سنوات”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن كيري تفاوض على الافراج عن البحارة الأمريكيين في ما لا يقل عن 5 مكالمات هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وقال مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى إن قلق ظريف كان واضحا إزاء أن تؤدي هذه الحادثة العرضية إلى إغراق الاتفاق النووي، الذي راهن عليه هو والرئيس الإيراني حسن روحاني.
غير أنه لا يزال من غير واضح مدى تأثير ظريف على الأحداث، نظرا للصراع الدائر بين الحرس الثوري الإيراني على السلطة مع حكومة روحاني، لذا لم يتضح بعد من الذي قرر الإفراج عن البحارة، حسبما أفادت الصحيفة.