نشر موقع “هافينجتون بوست” الأمريكي، تقريرا عن التقارب الإسرائيلي الإماراتي مشيراً إلى أن هذا التقارب قد يأخذ منحنى جديد ويتحول إلى تطبيع كامل للعلاقات، وقد تتحول الإمارات إلى نقطة انطلاق لتطبيع كافة الدول العربية مع إسرائيل.
وأشار الموقع إلى أنه خلال نوفمبر الماضي نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن “إسرائيل تخطط لإرسال بعثة دبلوماسية غير تقليدية إلى أبو ظبي والتي تشكل أول وجود دبلوماسي إسرائيلي في دولة الإمارات، وتجسد هذه الخطوة التحول المستمر في المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وذلك في ظل أجواء جيوسياسية معقدة تحاول العديد من الدول تكوين شراكات جديدة والحصول على الفرص المتولدة حديثاً في المنطقة.
وتابع الموقع “لم تفاجئ هذه التقارير المحللين المراقبين لمفاتحة “إسرائيل” مع الدول الخليجية. ففي 2009 دعمت إسرائيل سعي الإمارات لتصبح مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إرينا” والتي هي الآن في أبوظبي، وصرح وزير البنية التحتية الإسرائيلي أن الهدف من إيفاد بعثة دبلوماسية لـ “إرينا” خلال نوفمبر الماضي هو اهتمام “تل أبيب” بإيجاد موطئ قدم دبلوماسي لها في دول الخليج.
وأضاف “هافينجتون بوست” : “على الرغم من دعم “أبوظبي” للدولة الفلسطينية ورفض الاعتراف بالدولة اليهودية فإن “إسرائيل” والإمارات وجدوا أنفسهم متفقين في العديد من القضايا الإقليمية، وتنبع مخاوفهم المشتركة من توسع النفوذ الإيراني، وتصاعد المجموعات السنية المتطرفة في المنطقة، وكذلك تعامل إدارة أوباما مع هذه التطورات، وفي هذا السياق ترى إسرائيل أن لها مصلحة في الانفتاح الدبلوماسي مع الإمارات، وبما أن البعثة ستكون تحت رعاية “إرينا” فلن يكون هناك حاجة إلى اعتراف الإمارات الرسمي بإسرائيل.
وأشار الموقع إلى وجود علاقات غير رسمية للعديد من الدول العربية مع دولة الإحتلال فضلا عن العلاقات الاقتصادية، معتبرة أن قيام إسرائيل بمد يدها إلى هذه الدول إعمالاً لمبدئ “عدو عدو صديقي” إذ حاولت “إسرائيل” إيجاد أرضية مشتركة ليس فقط في المجالات الأمنية والسياسية لكن أيضاً فيما يتعلق بالمشهد الجيوسياسي طويل الأمد، كما دفع توسع النفوذ الإيراني وانتشار المجموعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة العديد من الدول العربية إلى إعادة تقييم موقفهم تجاه إسرائيل.
ولفت إلى تاريخ العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية، حيث ذكرت أن خلال الفترة ما بين عام (1965 إلى 1979) إبان رئاسة الشيخ كمال عدنان للمخابرات السعودية حافظت السعودية على قنوات اتصال خلفية مع “إسرائيل”، وفي عام 1994 زار إسحاق رابين سلطنة عُمان للقاء السلطان قابوس، وبعدها بعام زار وزير الخارجية العماني القدس بعد اغتيال إسحاق رابين، وقامت “إسرائيل” بافتتاح مركز تمثيل تجاري في قطر وعمان إلا أنها أغلقت في عامي 2000 و2009 بسبب أحداث تتعلق بالفلسطينيين
وتابع: في عام 2010 اغتال الموساد أحد القادة العسكريين لحماس “محمود المبحوح” في دبي، وهو ما أثار غضب المسئولين الإماراتيين إلا أن القلق المشترك للنتائج الجيوسياسية المترتبة عن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يبدو أنه همَش اغتيال المبحوح وموقف أبوظبي الداعم للفلسطينيين، وفي ضوء العلاقات المتنامية بين قطر وحماس “التي أغضبت الإسرائيليين” وتعميق عمان للشراكة مع طهران وجد الجانبان أرضية مشتركة للاستفادة منها.
واستطرد الموقع أنه في نفس الوقت نمت العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل وخاصة مع الإمارات، وعلاوة على ذلك فإن الموقف الإماراتي المعادي للإسلاميين قاد الدول الخليجية للتعاون مع مصر وإسرائيل من أجل إضعاف حماس، ووفقاً لما أوردته القناة الثانية الإسرائيلية فإن وزير الخارجية الإماراتي التقي نظيره الإسرائيلي في 2014 وعرض عليه تمويل الإمارات للحرب ضد غزة.
وعندما قادت السعودية التحالف العربي وأطلقت عملية “عاصفة الحزم” في اليمن مارس الماضي تلقت الدول الخليجية الدعم من السياسيين الإسرائيليين، وتقاسموا مع الرياض وأبو ظبي نفس التصور من أن الحوثيين هم امتداد للنفوذ الإيراني.
واختتم الموقع بقوله: “من الممكن أن يحقق وجود بعثة دبلوماسية إسرائيلية في أبوظبي تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع الدول العربية، ودولة الإمارات هي مكان ممتاز للبدء في ذلك”.