تحت هذا العنوان نشرت الصحفية الإسرائيلية تمار برس تقريرها في صحيفة هآرتس واصفة السياحة ونسبة تواجد السياح بجنوب سيناء، بعبارات “الباعة يتوسلون السياح”، “يمكن الشعور باليأس في كل مكان”، ” غالبية عشاق التجمع فروا من سيناء”، عقب قضائها أسبوعين بسيناء.
الصحيفة الإسرائيلية قالت إن هناك الكثير من الفنادق قد أغلقت أبوابها في شرم الشيخ، مما زاد من المضايقات التي تتعرض لها الأعداد القليلة من السياح في دهب من بائعي البازارات.
وتضيف ” تركت موجة العمليات الإرهابية التي اجتاحت مصر مؤخرا القاهرة في وضع محرج. فقد أعلنت مصر بعد كل الضربات التي شهدتها بدءا من تحطم طائرة السياح الروسية في أكتوبر، مرورا بموجة إلغاء الرحلات وصولا للهجمات التي شهدتها الغردقة والقاهرة الأسبوع الماضي أنها ستشدد الإجراءات الأمنية ”
فعلى سبيل المثال، في منتصف الليل، يتوقف طابور طويل من الحافلات المسافرة من القاهرة لسيناء يصل طوله إلى كيلو متر أو اثنين كيلومتر 3 ساعات في الكمائن. ينزل الركاب من كل حافلة ويخرجون جميع الحقائب من شنطة الشحن. يفتش الجنود حقيبة تلو الأخرى. في مرحلة معينة تتوقف حركة المرور في الكمين. ينتظر الركاب نحو ساعتين لإعادة فتحه، ثم يواصلون- إلى مدن الأشباح في سيناء.
في مدينة دهب، المنتجع السياحي الشهير، تتراص البازارات بجوار بعضها البعض. شارعان طويلان للمجوهرات، والملابس الهندية والحقائب المزركشة. بل إن أحد البازارات نشر ثعالب محنطة ليظهر أكثر، لكن لا ليأس يسيطر على المشهد أحد من الزبائن يأتي. تنتظر كل المتاجر السياح، لكن ليس هناك من أحد.
يقف البائعون في مداخل متاجر خالية، على كورنيش خال. بعد أسبوعين من البقاء في المكان نرى الشئ نفسه يوميا: 2 أو 3 سياح يمرون على الكورنيش في كل مرة، والبائعون يتوسلون لهم ويضايقونهم بالقول:”أتعرف كم تساوي هذه؟ سوف أمنحك سعرا ممتازا”. لكن معظم السياح القليلين الذين جاءوا ليسوا السياح المعتادين، الذين تشكلوا من أسر ومجموعات من أوروبا وأغرقوا المكان في السابق.
الآن هؤلاء “الرائعون” ذوو الضفائر والسراويل الممزقة هم متجولون عبر القارات. مساهمتهم الاقتصادية ضعيفة، ومعظمهم جاءوا لهدف واحد: المشاركة في تجمع قوس قزح (رينبو) الدولي. ويقام الرينبو كل عام، منذ الستينيات في مكان مختلف من العالم. ويدور الحديث عن تجمع دولي يستمر لثلاثة أسابيع، بشكل عام داخل المدن أو في الصحراء، وهدفه تشجيع السلام، والحب، والتعايش والحرية.
وتضيف الصحفية ” يمكن أن نجد هناك مجموعة متنوعة من الأشخاص- الرائعين، المشردين والعراة، وعازفي الشوارع والمنعزلين والفنانين وعناصر الكميونات، ومحبي المهرجانات، والروحانيين والنباتيين، والعضويين، وآكلي الخضروات النيئة، وغير ذلك. تجمع الرينبو العادي يمكن أن يضم آلاف الزائرين ويمتد على مسافة كيلومترات، لكن هنا يوجد فقط 100 شخص.
علق الكثيرون آمالا عريضة على ذلك الرينبو. هو الرينبو الأول الذي أقيم في مصر. ومن الأوائل في دولة مسلمة. جرى التنظيم لهذا التجمع قبل الأحداث الإرهابية، على فرض أن الوضع سيتحسن وسيعود السياح الرحالة على الأقل، لكن يتضح أن للرحالة الفقراء أيضا، أولويات في المجال الأمني، وغالبية عشاق التجمع فروا من سيناء.
يقول المشاركون وبينهم عشرات الإسرائيليين من عائلة الرينبو الإسرائيلية :”هناك ميزة كبيرة في العدد القليل”. إسرائيليون بسيناء.. رحلة إلى الجنة المهجورة – مصر العربية عناصر الشرطة أقل سعادة، يظهر بعضهم في نهاية رحلة متكاملة تضم سيارات الجيب، والجمال والمترجلين، يحاولون فهم حفنة غريبي الأطوار التي هبطت عليهم في الصحراء، في فترة متوترة للغاية.
عندما لا يجد رجال الشرطة أي تهديد خاص، أو سبب لتحريك القوات إلى داخل واد ضيق منعزل، يصعب وصوله بالسيارات، فإنهم يغادرون، لكنهم يواصلون إيقاف باقي المشاركين في الكمائن، أولئك الذين يتجاوزن نقاط التفتيش عبر قوارب خاصة، ويمرون بالقرب من الأكواخ (العشش) الموجودة على الشاطئ الخالية أيضا من أي إنسان، ويواصلون. بسبب الزائرين الجدد، تواصل النُزول الرخيصة داخل دهب استقبال الضيوف، لكن فنادق السياح تبقى خالية من أي إنسان.
خلال إقامتي التي امتدت أسبوعين بالفندق، كانت غرفة واحدة تُشغل كل يوم، وأحيانا أيضا لا يحدث ذلك. اعتاد 15 مليون سائح زيارة مصر حتى اندلعت الثورة في 2011.
وبعد تعاف بطئ وصل العدد إلى 9 مليون في 2014 . رغم ذلك، أيضا خلال الفترة الأخيرة، وفقا للتقرير الأخير للمؤتمر العالمي للسياحة والسفر، ساهم السياح بـ 13% من الناتج المحلي القومي لمصر. واحدة من بين كل 10 وظائف في مصر هي بمجال السياحة.
وفي دولة تبلغ نسبة البطالة الرسمية فيها 12.8% يصعب تخيل كيف سينجح العاملون في السياحة وتحديدا في سيناء في إيجاد مصدر رزق آخر جوهر السياحة في جنوب سيناء، وهناك ثلث الفنادق. يقول أحد السكان المحليين في القاهرة :”الآن عدت من سيناء، حتى الآن لم يكن بمقدوري قضاء إجازة بسيناء لأنها غالية ومخصصة للسياح. الآن مع شائعات عن إغلاق 200 فندق بشرم الشيخ، أصبحت السياحة بسيناء أرخص بكثير، وبإمكان الكثير من المصريين الذهاب إلى هناك”.
سئلت إحدى البائعات التي تقف قبالة الكورنيش “هل كان هنا الكثير من السياح ذات يوم؟”. فأجابت “لا يمكن تسمية ذلك بالكثير، اندلعت ثورة، تلتها ثورة أخرى، ولم تتعاف السياحة أبدا بشكل كامل. لكن كان هناك الكثير من السياح هنا في العام الماضي”.
أيضا كان المعبر الحدودي في طابا خاليا. لم يعد هناك طوابير، والمرور يستغرق نحو 10 دقائق. بالمعبر الحدودي انتهت رحلتي الثانية في مصر. كانت الأولى في 2014، ومثلما كان وقتها، أيضا الآن يمكن الشعور باليأس في كل مكان.
في مراكز الخدمات يمكن رؤية خريجي جامعات يعملون 12 ساعة يوميا مقابل قروش، ومقاهٍ مكتظة بشباب عاطلين عن العمل، وبائعون يتوسلون للزبائن. يرى الشباب الذين شاركوا في الثورة للحصول على مزيد من الحقوق والفرص الاقتصادية كيف يتدهور الواقع، والآن هناك داعش أيضا. بوجه عام تتطلب السياحة عامين من الهدوء التام كي يكون هناك بداية تعاف. السؤال هل سيحدث ذلك في السنوات المقبلة.