في فضيحة مدوية بدأت تتكشف خيوطها على يد الجنرال الاسرائيلي جادي شماني، القائد السابق لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي عندما قال إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تزود الجيش والمخابرات الإسرائيلية بالمعلومات الاستخبارية اللازمة لمواجهة عمليات المقاومة وخلاياها.
وقال شماني الليلة الماضية إن نقل المعلومات الاستخبارية يعد أهم أنماط التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية؛ مشيراً إلى أن هناك الكثير من صور التعاون الأمني رافضاً الكشف عنه طابعها.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى ليلة الثلاثاء نوه شماني، الذي كان بحكم منصبه في تواصل مباشر مع قادة الأجهزة الأمنية، إن التعاون الذي أبدته الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة كان له دور بارز في تحسين الأوضاع الأمنية.
وردا على سؤال وجهته شؤولا أيفين، التي أجرت المقابلة معه، أقر شماني بأن حكومة اليمين في إسرائيل تجاهلت الخدمات التي تقدمها السلطة، وعملت على إضعاف عباس من خلال عدم منحه أية انجازات سياسية تقنع الجمهور الفلسطيني بصوابية الرهان على برنامجه السياسي.
وشدد شماني على أنه لسوء حظ إسرائيل فإن الجمهور الفلسطيني لم يعد “يعتبر” عباس ولا يجد فيه مرجعية، مما جرأ الشباب الفلسطيني على الخروج ضد إرادة السلطة الفلسطينية على نحو كبير.
وحذر شماني من أن إسرائيل ستجد نفسها في ورطة كبيرة في حال لم تدرك أن الحديث يدور عن جيل جديد من الشباب الفلسطيني مصمم على عدم القبول بتواصل الاحتلال الإسرائيلي؛ معرباً عن تشاؤمه إزاء فرص تغيير الحكومة الإسرائيلية الحالية نمط تعاطيها مع السلطة.
ونوه شماني إلى أن أكبر خطر تواجهه إسرائيل يتمثل في أن يغيب عباس عن الساحة حاليا في ظل تدهور الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى أن هذا سيفضي حتماً إلى تسلم قيادة السلطة لأشخاص أكثر تطرفا.
وأشار إلى أنه من خلال ما لديه من معلومات فإن دولا عربية تحاول التأثير على هوية الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية؛ مستدركا أنه في استمرت عمليات المقاومة الحالية فأن يخلف عباس شخص يلقى استحسان إسرائيل والدول العربية.
وفي سياق متصل، اتهم قادة سابقون في الشرطة الإسرائيلية حزب الليكود بالمسؤولية عن توفير الظروف لاندلاع انتفاضة القدس.
وقال الجنرال تسفي شوهم، القائد السابق لشرطة الاحتلال في القدس إن وزراء ونواب حزب الليكود، وعلى رأسهم وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف عملت على عقد لجان استماع في الكنيست من أجل محاصرة الشرطة وإجبارها على السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي الشريف، الأمر الذي أفضى إلى اشتعال الأوضاع بشكل غير مسبوق.
وفي تحقيق بثته قناة التلفزة العاشرة الليلة الماضية، قال شوهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يحرك ساكناً من أجل وقف انزلاق الأمور إلى ما وصلت إليه.