“خاص- وطن”- يزداد ترقب الدوائر الأمنية والسياسية في مصر للذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، كلما اقترب وقت إحياء هذه الذكرى، لا سيما في ظل الدعوات المتزايدة وتجاوب كثير من القوى الثورية معها، بهدف إسقاط النظام الحالي بقيادة عبد الفتاح السيسي والسعي لتحقيق مطالب يناير المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، بعيدا عن الانقسامات والخلافات الراهنة بين الأحزاب والتكتلات المصرية.
فشل داخلي
لا شك أن نظام السيسي فشل في تجاوز كثير من الأزمات الداخلية، لا سيما وأن الشهور القليلة الماضية شهدت ارتفاعا حادا في الأسعار وغلاء المعيشة، فضلا عن غياب الأمن وعدم تحققه، رغم تزايد الانتهاكات التي يرتكبها جهاز الشرطة ضد المواطنين، أضف إلى هذا تأخر استكمال خارطة الطريق التي أعلن عنها السيسي منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013.
3 زيارات للمخابرات
يؤكد كثير من الخبراء المختصين بالشؤون الأمنية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجهاز المخابرات العامة 3 مرات منذ توليه الحكم، إشارة كبيرة لمدى تخوفه من التطورات الراهنة التي تشهدها الساحة المصرية، والذكرى الخامسة لثورة يناير المقبلة، خاصة في ظل تجاوب المواطنين مع دعوات التظاهر مجددا.
أخطاء دبلوماسية
يعتبر فشل الدبلوماسية المصرية بقيادة وزيرها الحالي سامح شكري، أحد أسباب غضب المصريين وسخطهم ضد نظام عبد الفتاح السيسي، لا سيما وأن أزمات تمس الأمن القومي لم يتم التعامل معها بالقدر اللازم، خاصة أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي الذي أكد على فشل المفاوض المصري في إدارة ملفاته الاستراتيجية.
الأوقاف تحرم
أثار توحد موضوع خطبة الجمعة الماضية على مستوى الجمهورية في مصر جدلا واسعا حول خلط الدين بالسياسة وتوظيف رجال الدين لصالح توطيد أقدام الحكم، خاصة وأن وزارة الأوقاف أكدت في منشورها الذي أرسلته لجميع المديريات بمختلف محافظات مصر، على ضرورة أن يكون موضوع الخطبة حول تحريم التظاهر في 25 يناير القادم، متوعدة المخالفين بالحرمان من حافز التميز الشهري والذي يبلغ 1000 جنيه.
زوار الفجر
تحاول الداخلية المصرية عبر أذرعها المختلفة خنق كافة الدعوات الهادفة للتظاهر مجددا خلال ذكرى ثورة يناير عن طريق إلقاء القبض على بعض القيادات الثورية والمجتمعية التي يمكن أن تؤثر على الشباب وتدفعهم للتظاهر خلال الذكرى القادمة لأجل إسقاط نظام السيسي، وهو ما يتم عن طريق ما يعرفون بزوار الفجر الذين يعتقلون المواطنين أو ينفذون بعض عمليات الإخفاء القسري حتى تمر هذه الذكرى المنتظرة.
استدعاء الجنود
في خطوة ربطها البعض بالتخوف من ذكرى ثورة يناير، أقدمت وزارة الدفاع المصرية على توجيه أوامر استدعاء للجنود الاحتياط خلال الفترة من 16 يناير الحالي وحتى 30 من الشهر ذاته، وأوضح بعض المختصين أن الهدف من هذه الخطوة منع أكبر قدر ممكن من الشباب من المشاركة في التظاهرات القادمة، أو يتم استخدامهم في الدفاع عن الوحدات العسكرية ومقرات وزارة الدفاع، حال نشوب أي اعتداءات أو توسع المظاهرات كما جرى خلال يناير 2011.
تفجيرات أمنية
شهدت الأيام القليلة الماضية عدة أحداث استهدفت قطاع السياحة في مصر، لكنها اتسمت خلال العمليات الأخيرة بأن هدفها إحراج نظام السياسي خارجيا، وكشف مدى ترهل جهاز الشرطة وفشله في تحقيق الأمن الداخلي سواء للمواطنين أو السياح الأجانب، وهو أمر يضر بصورة الرئيس الحالي بشكل بالغ، خاصة وأنه كان يترأس جهاز الاستخبارات العسكرية قبل توليه وزارة الدفاع والرئاسة.
ذكرى صعبة
وعلى ضوء هذا المشهد السابق، فضلا عن تحذيرات بعض القيادات الأمنية والأجهزة السيادية السيسي من تزايد حدة الغضب بين الشعب المصري خلال الأيام الجارية، فإن ذكرى يناير المقبلة تعد صعبة للغاية على السيسي ونظامه الذي يتمنى مرورها بفارغ الصبر، وعدم نيلها من رموز هذا النظام وقياداته.