فجر تعيين خميس الجيناوي وزيرا للخارجية التونسية بالتعديل الوزاري الذي أعلنته الحكومة التونسية، مساء أمس الأربعاء, موجة غضب في الشارع التونسي وأوساطه السياسية لا سيما وأن الجيناوي كان قد عين سابقا رئيس مكتب تونس في تل أبيب إبان عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وقال عبد الوهاب معطر، الوزير السابق في حكومة الترويكا التونسية، أنه استقبل الجيناوي في مارس 2012 حتى يشرح له الملابسات التي أحاطت بتعيينه على رأس مكتب تونس بتل أبيب، “وكان شديد التأثر والتذرع بقلة الحيلة وقتئذ ورجاني التوسط له لدى المرزوقي لمقابلته، فلم أفعل اقتناعاً مني بأنه حتى على فرض صحة المبررات المقدمة من خميس الجيناوي، فإنه من غير المنطقي ثورياً ألا يختفي هذا الشخص عن الأنظار لما يرمز إليه”.
وأضاف معطر في تدوينة على حسابه الشخصي على فيسيوك “ها هو اليوم على رأس وزارة سيادة والمنتصر البارز في هذه التسمية هي حكومة إسرائيل.. مأساة حقيقية واستباحة لمشاعر التونسيين”.
ورد الوزير الجيناوي، في تصريح مقتضب لموقع “هافينغتون بوست عربي” عن الانتقادات التي طالته بمجرد إعلان اسمه على رأس وزارة الخارجية قائلاً: “حملت حقيبتي وذهبت لتل أبيب، وهي مهمة دبلوماسية دعيت لها في صلب عملي كموظف بوزارة الخارجية التونسية، ولا أعتقد أن فيها أي إشكال، وتونس ليست لديها أيُّ علاقات مع إسرائيل”.
من جانبه، اعتبر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوي أن الوزير الحالي يتمتع بخبرة عالية في المجال الديبلوماسي وشغل مناصب هامة كسفير لتونس في عديد الدول أبرزها موسكو وبريطانيا، كما عينه الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي منذ توليه الرئاسة مستشاراً له.
أما فيما يتعلق بعلاقته بإسرائيل، يضيف السيناوي، فإن ذلك “يندرج في إطار عمل كلف به سابقاً في إطار مفاوضات السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية التي اتخذت من تونس مقراً لها وبين إسرائيل، وبالتالي من البديهي أن تكون تونس طرفاً في عملية السلام وراعية للمنظمة الفلسطينية”. على حد وصفه.
وبحسب ما نشر عن سيرته الذاتية فهو من مواليد 5 أبريل/ نسيان 1954، متزوج وأب لطفلين. بدأ حياته المهنية سنة 1979 في وزارة الشؤون الخارجية حيث شغل عديد المهام في السلك الديبلوماسي، وقد عين بالخصوص بين 1999 و2004 سفيراً مفوضاً فوق العادة في أيرلندا، كما شغل منصب مدير مكتب تونس في تل أبيب سنة 1996.
وفي يناير/ كانون الثاني 2006، عين الجيناوي مديراً للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون مع أوروبا والاتحاد الأوروبي بالوزارة.
ومن ديسمبر/ كانون الأول 2007 إلى يونيو/ حزيران 2011 شغل منصب سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية لدى فيدرالية روسيا وكذلك لدى أوكرانيا ولدى مجموعة الدول المستقلة. وقد تمت ترقيته في مارس 2011 إلى رتبة وزير مفوض فوق العادة.
وتحصل الجيناوي على إجازة في القانون العام وعلى شهادة الدراسات العليا في القانون العام وشهادة الدراسات المعمقة في العلوم السياسية وفي العلاقات الدولية، كما أنه متحصل على شهادة الكفاءة في مهنة المحاماة سنة 1978.
وكانت رئاسة الحكومة التونسية مساء الأربعاء 6 يناير/ كانون الثاني 2016 أعلنت عن تعديل وزاري استهدف وزارات الداخلية والخارجية والعدل والثقافة والشؤون الدينية، وقد أثارت بعض أسماء الوزراء جدلاً وصل حد الاستياء بين التونسيين، معتبرين أن أغلب التعيينات تمت عن طريق “الحسابات الحزبية الضيقة، وليس بمعيار الكفاءة”.