“خاص- وطن”- يترقب الجميع اليوم المشهد السياسي في مصر، لا سيما في ظل اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع “حسني مبارك” ونظامه السابق عام 2011، وطبيعيا أن تتجه الأنظار اليوم نحو القوى الثورية التي شاركت في مظاهرات يناير، خاصة وأن الوضع الراهن لا يختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل 5 سنوات.
ولأجل لم شمل القوى الثورية لمواجهة نظام عبد الفتاح السيسي، تم طرح عدة مبادرات هدفها توحيد صف رفاق النضال الثوري ضد قوى الظلم، آخر هذه المبادرات ما أطلقته حركة 6 إبريل تحت اسم “قبل الطوفان”، بهدف التصدي لسياسات النظام الحالي خلال الذكرى الخامسة لثورة يناير.
يؤكد عدد من قيادات حركة 6 إبريل أنهم يتطلعون إلى توحيد صف القوى الثورية من أجل تحقيق شعارات ثورة 25 يناير المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، خاصة وأن الأيام الجارية تشهد ارتفاعا ملحوظا في وتيرة الغضب الشعبي، بعد موجة غلاء الأسعار، وتزايد انتهاكات قوات الأمن ضد المواطنين.
وفي السياق ذاته؛ يشدد أعضاء ائتلاف شباب الثورة على ضرورة نبذ كل المطالب التي تؤدي إلى التفرقة والتشتت بين القوى الثورية، لافتا إلى أهمية أن تكون جميع القوى الثورية متناغمة حول مطالب واحدة كما حدث في ثورة 25 يناير 2011، التي خرجت لإسقاط نظام مبارك.
من جانبها، تؤكد جماعة الإخوان المسلمين على أهمية لم شمل القوى الثورية، وسعيها إلى تنفيذ ذلك خلال الفترة الماضية، كما أنها تطال القوى الثورية بالعودة إلى الصواب والتمسك بالشرعية المتمثلة في الرئيس المنتخب محمد مرسي، ورفض الانقلاب الذي حدث ضده خلال يوليو 2013 الماضي.
حركة الاشتراكيين الثوريين ترى أن الذكرى المقبلة ستكون مختلفة عن السنوات الماضية، مضيفة أن الجماهير اتضح لها خلال الأيام القليلة الماضية حقيقة الوهم الذي تعيش فيه خلال عهد السيسي، مشيرة إلى أن هذه الجماهير التي غيرت نظرتها وموقفها من النظام الحالي سوف تحتشد لإسقاطه.
لم يقتصر الأمر على مبادرات القوى الثورية فحسب، بل شهدت الأسابيع القليلة الماضية إطلاق صفحات على الفيسبوك تدعم الحراك الثوري خلال الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، كان من بينها “هنسقط الاستبداد 25 يناير 2016″، حيث أعلن عشرات الآلاف مشاركتهم في التظاهرات المقبلة.
وعلى صعيد متصل، تكثف نشاط رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية عبر هشتاج “راجعين للميدان” بموقعي الفيس بوك وتويتر، حيث تم نشر صور تفضح قضايا الفساد والرشوة التي وقعت خلال الأيام الماضية وتورط فيها وزراء تابعين لحكومة السيسي، فضلا عن انتهاكات الشرطة، والمشهد المخيب خلال انتخابات البرلمان الماضية.
يؤكد عدد من الخبراء الأمنيين أن فشل تحقيق الأمن والاستقرار يعزز من تحرك الجماهير الغاضبة خلال الذكرى الخامسة لثورة يناير، مستشهدين بالاعتصامات والوقفات الاجتجاجية التي تم تنظيمها خلال الفترة الأخيرة ضد الحكومة
ومسؤوليها.