“وكالات- وطن”- أثارت فتوى أطلقها رجل دين شيعي بشأن إعطاء أموال الخمس إلى آل البيت من الشيعة، حتى لو كانت لغرض شراء المنازل الفخمة والسيارات، جدلا حادا في المنتديات والحسابات الشيعية العراقية؛ التي اعترض متابعوها على شرعية هذا الأمر، في ظل الأزمة المالية الحادة التي يشهدها العراق.
وكان الشيخ الشيعي برير البديراوي قد أكد في محاضرة مسجلة بمركز أهل البيت في ولاية ميشيغان الأمريكية؛ أن إعطاء أموال الخمس إلى “السادة المنتسبين” لنسل آل بيت الرسول هو أمر واجب حتى لو كان لغرض شراء السيارات الجيدة والمنازل الفاخرة، وقال إن الأمر منصوص عليه “وليس من حق أي شخص أن يتفلسف في هذا الأمر”، وفق قوله.
وأوضح البديراوي أن السادة من حقهم السكن في البيوت الفخمة وركوب السيارات الجيدة؛ لأنهم من فئة الذين آمنوا، معتبرا أن إعطاءهم هذه الأموال مطابق للقرآن، كما قال.
وعبر فيسبوك، دعا المدون محمد أبو كحيلة؛ البديراوي إلى التراجع عن هذا القول، لأن جباية أموال الخمس من الشيعة في زمن غيبة الإمام المهدي لا تجوز، بحسب رأيه، مطالبا إياه بمراجعة هذا الموضوع في أشهر كتب الحديث لدى الشيعة، ومنها بحار الأنوار للمجلسي والكافي للكليني.
وأكد أبو كحيلة أن الفقه الشيعي لا يحتوي على نص واحد يبيح تسليم الأموال إلى الفقهاء، مستدركا بأن المؤسسة الدينية لا ترضى بكلامه لأنه ينافي مصالحها.
كما دعا رائد الخزعلي (جندي) الشيخ البديراوي إلى المقارنة بين كلامه وفعل الإمام علي بن أبي طالب؛ الذي كان يهب كل ما عنده إلى الفقراء والمساكين ولا يجد ما يأكله سوى الخبز والماء
إلى ذلك، رأى المجتهد الصرخي” (رجل دين) أن هذه الفتاوى وغيرها هي التي تسببت بتجميع الثروات الفاحشة لدى الكثير من المعممين والتي يتم تحويلها إلى عقارات وملكيات في الخارج وخصوصا الدول الأوروبية، مطالبا المستمعين بالتعقل والاحتفاظ بأموالهم وإنفاقها على الوجوه الشرعية من زكاة وصدقة.
وفي هذا السياق، طالب أيسر علوان الصالحي (أستاذ جامعي) الشيخ صاحب الفتوى بالبحث عن عمل لتحصيل القوت الحلال بدلا من التصريح بمثل هذه الفتاوى، التي قال الصالحي إنه تعود عليه وعلى غيره بأموال الناس البسطاء، مستغربا قبول المعممين بهذه الأموال التي يحصل عليها العامل والأجير البسيط بشق الأنفس.
وأوضح الدكتور صائب الحمامي (طبيب) أنه ليس مختصا في الأمور الفقهية، ولكنه يفهم أن بلدا مثل العراق يحتوي على ملايين الفقراء والأيتام والأرامل لا يمكن بأي منطق أو عقل تركهم يعانون الجوع والعوز مقابل إعطاء الأموال إلى السادة المعممين، لافتا إلى أن هذا النوع من “التجارة الدينية” هي التي أدت بالبلد إلى الخراب الذي يعيشه.
أما كرار الشويلي (طالب علوم شرعية) فقد دعا الشيخ البريري إلى توضيح أيهما أولى بالزهد وترك الملذات الدنيوية هل هو المواطن العادي أم رجل الدين، مضيفا بأن دراسته ومطالعته لسير أهل البيت عبر التاريخ توضح بأنهم كانوا السباقين في هجر الحياة الناعمة وعدم الالتفات إليها وهو على العكس تماما مما يدعو إليه في فتواه.
وأعاد أكثر من 2500 حساب، على موقع التواصل “فيسبوك”، أغلبها شيعية، نشر فتوى البديراوي مع تعليقات مستهجنة لها، وتكرر الأمر في موقعي “تويتر” و”يوتيوب”.