“خاص- وطن”- يعيش أبناء الوطن المصري أياما صعبة وظروف قهرية تدفعهم إلى ترك هذا البلد الذي ضاق فيه كل شيء، حتى أصبحت ضروريات المعيشة أمرا بعيد المنال ولا يستطيع تحقيقه كثير منهم، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف بين خيارين لا ثالث لهما إما البقاء في هذا الوطن الذي لم يقدم لهم سوى الاعتقال والاعتداء، أو الانطلاق نحو العالم الخارجي حيث توافر العديد من الفرص التي يمكن من خلالها تحقيق الطموحات وإثبات الذات.
هذا ما حدث تماما مع والد أصغر نائبة عربية في البرلمان الإسباني “أحمد جويلي” ابن النوبة المصرية، الذي سافر إلى إسبانيا مطلع تسعينيات القرن الماضي لاستكمال دراسة اللغة الإسبانية التي بدأ تعلمها بالمركز الثقافي الإسباني في القاهرة، ليبدأ رحلة كفاح ناجحة.
استطاع “جويلي” تأسيس شركة خاصة تعمل في مجال السياحة والسفر في أوروبا، بعدما كان لا يستطيع توفير ضروريات الحياة والمعيشة داخل وطنه الأم، ليرزقه الله بابنته “نجوى” عام 1991 التي أصبحت قبل أيام أصغر وأول نائبة عربية في البرلمان الإسباني.
أسست نجوى (24 عاما) ذات الأصول المصرية حزب “نحن نستطيع” وخاضت به الانتخابات في إسبانيا، لتحصل على أكبر عدد من الأصوات بين المتنافسين بواقع 97 ألف صوت، وهو ما يجعلها تترأس جلست البرلمان الأولى، كونها الأكثر حصولا على نسبة تصويت.
والد “نجوى” أكد في تصريحات صحفية أنه من عائلة فقيرة بمحافظة أسوان (أقصى صعيد مصر)، كان كباقي ملايين الشباب المحطم نفسيا في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد وقتامة المستقبل المنتظر، وهو ما دفعه إلى الهجرة لإسبانيا والعمل على تحقيق الذات عبر الإرادة والصبر.
ولفت والد النائبة المصرية في البرلمان الإسباني إلى أنه لا يفكر في العودة إلى مصر الآن، رغم أنه كان يراوده هذا الحلم عقب ثورة 25 يناير، لكن الوضع الراهن يمنعه من العودة إلى مصر.
لقد استطاعت “نجوى” ووالدها من قبلها إثبات أن هذا الشباب الذي حرمته الدولة المصرية من كافة حقوقه وتعمل على خنق تطلعاته، تحقيق نجاحات لا يمكن توقعها في كافة المجالات سواء سياسيا كما جرى مع نجوى التي أصبحت أول نائبة عربية، أو مع والدها الذي أصبح رجل أعمال ناجح.