نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا عن تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اختصارا باسم “داعش” مشيرة إلى أنه بعد هجمات باريس الأخيرة وسان بيرناردينو، فإن نجم “الدولة الإسلامية” قد وصل إلى نطاق عالمي.
وتقول الصحيفة البريطانية إن التنظيم لم يعد راض فقط بالترويع في مساحات واسعة من الشرق الأوسط، ولكنه يريد أن يكون الملهم، والعامل على تجنيد وتدريب وتزويد «الإرهابيين» بالسلاح للقيام بأعمال القتل في جميع أنحاء العالم.
وحسب الأجندة الدولية الجديدة فإن المحللين يكافحون من أجل تقييم مصدر قوة التنظيم في محاولة لتحسين فهمهم لكيفية وقفه.
بالنظر إلى العمل على إنهاء «الدولة الإسلامية»، فإن معظم الأنظار تتجه إلى الولايات المتحدة. أما من حيث جذورها، فإن معظمهم يشير إلى المملكة العربية السعودية؛ إلا أن نظرة فاحصة على «الدولة الإسلامية» تكشف بوضوح أنه يشارك في حرب دينية راسخة مع المؤسسة الدينية السعودية لتبرز من الذي يتبنى العقيدة الأنقى من الإسلام السني.
ومن موقعها كخادم للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكمركز إسلامي لمليار ونصف مليار مسلم، فإن المملكة العربية السعودية تتولى قيادة «التحالف الإسلامي» الذي أعلنت عنه مؤخرا لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله لتؤكد أن المملكة العربية السعودية هي الخصم المركزي للجماعة الإرهابية والأمة الوحيدة التي يمكن أن تتمكن من هزيمة «الدولة الإسلامية» مرة واحدة. وقد انضمت لتحالف مكون من أكثر من 34 دولة.
3 عوامل تسهم في توضيح حرب المملكة العربية السعودية الجوهرية والشاملة على «الدولة الإسلامية».
العامل الأول، هو أن كثير من الناس يدعون أن المملكة العربية السعودية هي مصدر أفكار «الدولة الإسلامية» لأن كلاهما يتقاسم نسخة من ممارسة الإسلام تدعى السلفية (المعروفة خطأ في الغرب بالوهابية).
جذر كلمة السلفية يأتي من كلمة السلف، وهي لدينا «الأجداد»، ويشير إلى أتباع طريقة النبي «محمد» في الأجيال الثلاثة الأولى في الدين الإسلامي. ولئن كان صحيحا أن المملكة تتبنى السلفيين، فهي تقول بأن «الدولة الإسلامية» ليس سلفيا، لأن المجموعة هي في الواقع امتداد للطائفة المعروفة باسم الخوارج، أو الذين «انشقوا» عن المجتمع الإسلامي (الأمة) في عهد الخليفة الرابع، «علي بن أبي طالب» (الذي اغتالته الخوارج). الخوارج، مثل «الدولة الإسلامية»، يعتقدون أن كل من لا يتفق معهم يجب قتله وأنه من الكفار.
تمسك «الدولة الإسلامية» بأيديولوجية الخوارج ليس هو السبب الوحيد الذي يجعله ليس تنظيما سلفيا؛ فقد ارتكب أيضا عملا من أعمال العصيان الذي يبطل فعالية تذرعه بالسلفية. ففي الكتب الإسلامية الأصلية، فإن «ولي الأمر» هو أعلى سلطة للأمة وتتركز جميع القوى الدينية والسياسية والعسكرية في ظل هذه السلطة، التي يجسدها نظام المملكة العربية السعودية في العالم الحديث.
وبعبارة أخرى، فإن شرعية الملك «سلمان» إلى الحكم تتوقف على كونه أولا وقبل كل شيء مبايع من قبل الشعب. هذا الإعلان، (البيعة)، هو عقد بين الحاكم والمحكوم فيها يقسم الأول على تعزيز الإسلام وتحقيق رفاهية الثاني، ويقسم الثاني على الطاعة وتعاليم الإسلام واتباع القيادة. والذي يكسر البيعة لا يعتبر سلفيا.
ونظرا لأهمية هذا الأمر في ولاية الإسلام السني، يخوض «الدولة الإسلامية» والمملكة العربية السعودية صراعا لاهوتيا حول من يمكن أن يخرج منتصرا.
السبب الثاني للخلاف بين المملكة العربية السعودية و«الدولة الإسلامية» هو أن السعودية معارضة للمهمة الأساسية لتنظيم «الدولة الإسلامية» وهي استعادة الخلافة. وبالنظر إلى أن المملكة هي مركز الإسلام، فهي تقع في طريق «الدولة الإسلامية» إلى الخلافة. وقد نفذ التنظيم سلسلة من الهجمات الإرهابية في المملكة في العام الماضي. وقد صنفته السعودية كحركة إرهابية وألقت القبض غلى كثير من مموليه.
السبب الأخير في كون المملكة العربية السعودية هي العدو الاستراتيجي لتنظيم «الدولة الإسلامية» هو السبب المالي. «الدولة الإسلامية» هو تنظيم يمتلك طموحات واسعة، وهو تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى توسيع موارده، ويطمع في حقول النفط الهائلة للمملكة والثروة النقدية.
عندما ظهر «الدولة الإسلامية» لأول مرة في سوريا في عام 2011، حاولت المملكة العربية السعودية دعم للمعارضة السورية المعتدلة. ولكن العالم لم يستمع. الآن، فإن «الدولة الإسلامية» يشكل تهديدا ليس فقط للشرق الأوسط فحسب، بل للعالم كله. ائتلاف بقيادة المملكة العربية السعودية هو الخيار الوحيد الذي يمكنه هزيمة «الدولة الإسلامية» وأيضا نزع الشرعية عن التنظيم في عيون العالم الإسلامي. إذا كانت دول العالم تأمل في هزيمة «الدولة الإسلامية» تماما، فإنهم يجب أن يتوقفوا عن اتهام السعودية زورا بإنشاء التنظيم، وبدلا من ذلك المساهمة مع السعودية في هزيمته.
تعليق واحد
هههههههههههههههههههههههههههههههههه