نشرت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية تقريرا عن الأوضاع في مصر, مشيرة إلى أنه بعد مرور 5 سنوات على ثورة يناير 2011, أصبحت الكآبة تظهر بوضوح على وجوه الكثيرين في مصر على إثر الأوضاع السائدة.
الصحيفة البريطانية في تقريرها قالت إن الأمل كان يملأ قلوب المصرين بعد ثورة يناير, لكن الكآبة أصبحت الآن تظهر بوضوح على الوجوه، , بعد اختفاء الأمل في أي تغيير, وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وأشارت إلى أن “الأوضاع في مصر الآن أسوأ بمراحل, مما كانت عليه قبل ثورة يناير, والآلاف في السجون, إلا أن القبضة الأمنية تمنع الكثيرين من التعبير عن استيائهم علنا”.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصريين, الذي يعمل بوابا, قوله:” المصريون معروفون بخفة الدم, إلا أن هذا اختفى الآن”، مشيرا إلى أن الأوضاع سيئة للغاية، وأن الكثيرين خائفون, ويعيشون “أياما سوداء”, حسب تعبيره.
وكان موقع “انترسيبت” الأمريكي قال في وقت سابق إن تبرير ما سماه “القمع” في مصر بمكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار, سيأتي بنتائج عكسية, وسيتسبب في نمو “التطرف”, وزيادة المنضمين إلى تنظيم الدولة “داعش”, حسب تعبيره. وأضاف الموقع في تقرير له في 25 نوفمبر الماضي أنه في ظل استمرار السياسات الخاطئة في مصر, التي تعتمد على “قمع” المعارضين, وسجن الآلاف منهم, سينجح “داعش” في تجنيد المزيد من الشباب في صفوفه.
ونقل “انترسيبت” عن الباحث بمعهد “بروكينجز” بواشنطن شادي حامد, قوله :”إن القمع الوحشي في سبيل مكافحة الإرهاب, سيسفر في النهاية عن نمو الجماعات المتطرفة مثل داعش”, حسب تعبيره. وتابع حامد “عدد المعتقلين في سجون مصر, فاق حدود التوقعات, بل ويعتبر أكبر عدد من السجناء السياسيين في الشرق الأوسط, في حال استثناء نظام بشار الأسد في سوريا”.
وحذر “انترسيبت” من استمرار الأوضاع الحالية في مصر على ما هي عليه, مضيفا “داعش يستغل أجواء القمع, وفقدان الأمل لدى الشباب, لتجنيدهم في صفوفه”. وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية سلطت الضوء أيضا على ما سمته انتشار ظاهرة “اللامبالاة السياسية” بين معظم المصريين, وقالت إن السبب في ذلك يعود إلى حملة التقييد المتواصلة على الحريات في البلاد. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 23 نوفمبر الماضي أن هذه الظاهرة الخطيرة ظهرت بوضوح في عزوف الناخبين المصريين عن الإقبال على الانتخابات البرلمانية, مشيرة إلى أن نسبة المشاركة في المرحلة الثانية من هذه الانتخابات, لم تختلف كثيرا عن ضعف الإقبال في المرحلة الأولى.
وتابعت أن هناك عدة أسباب لانتشار حالة “اللامبالاة السياسية” في مصر, وما تحمله من مخاوف زيادة خطر التطرف, أبرزها تردي الأوضاع الاقتصادية, وتزايد التقييد على الحريات, وتزايد نفوذ الأغنياء والمقربين من السلطة, على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أن الشباب قاطع أيضا الانتخابات البرلمانية, خاصة أن الآلاف منهم, وضعوا في السجون, وبينهم شباب محسوبون على التيار الليبرالي، وليس الإسلامي فقط.