علق الكاتب والصحافي اللبناني راجح خوري على قضية اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار , مشيرا إلى أنه من الصعب قبول وتصديق أن عملية الاغتيال قد تمت دون توقيع شخصي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى تنفذ إسرائيل هذه العملية.
وتحت عنوان ” بوتين وقع على تصفية القنطار” كتب خوري في جريدة “النهار” اللبنانية، أشار إلى أنه إضافة إلى أن بوتين لم يتردد في السابق في إعلان احترامه الصريح “لمصالح إسرائيل الحيوية في سوريا”، فإنه مع وجود منظومة صواريخ “إس ٣٠٠” هناك سيكون من المهين جداً أن تتم عملية من هذا النوع ولا تكون موسكو على علم بها.
وتابع خوري إلى أن المقاتلات الإسرائيلية لا يمكن أن تدخل الأجواء السورية دون إطلاع الرفيق الروسي على “الخط الساخن” المفتوح دائماً، والذي كان على علم مثلاً بالغارات التي شنتها إسرائيل الشهر الماضي، ودمّرت أهدافاً عسكرية وسط دمشق قرب المطار الدولي، وكانت عبارة عن صواريخ إيرانية موجهة الى “حزب الله”، على حد قوله.
وأضاف خوري: “عندما تحدث بوتين عن احترام المصالح الحيوية في سوريا لم يكن يتحدث عن السياحة أو المبادلات التجارية، بل عن هذا النوع من السلاح الإيراني الذي لا يريد العدو أن يصل الى الجنوب اللبناني”.
وأوضح “حتى لو كانت عملية القصف تمت من خارج الفضاء السوري، كما يحاول البعض أن يقول تخفيفاً للحرج من الغرام بين العدو الصهيوني والحليف الروسي، فإن ما تنقله الأنباء الروسية تحديداً عن الجنرال الروسي أندريه كارتابولوف من أن الروس والإسرائيليين يسهرون على مدار الساعة على تبادل كل تفصيل يتصل بالوضع الجوي في سوريا، يعني عملياً أن عملية القصف التي اغتالت القنطار ورفاقه كانت تحظى بتوقيع الروس!”.
كما أشار الكاتب اللبناني إلى أنه ليس من الغريب أن تكون الحسابات السياسية المعقدة وافقت ضمناً على هذه العملية، على الأقل من منطلق تكرار موسكو دائماً أن بقاء الأسد في السلطة يتلاقى مع المصالح الإسرائيلية، وهو ما حفلت به التصريحات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن القنطار كان مكلفاً من الإيرانيين بتأليب دروز المنطقة بما يساعد على فتح جبهة الجولان، لكي تمثل امتداداً لجبهة لبنان الجنوبي التي يتولاها حزب الله.
وأوضح أن عملية الخلاص منه لا تمثل رغبة إسرائيلية قديمة في الانتقام منه، وهو ما دفع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى القول: “لقد أُقفل الحساب مع القنطار”، بما يمثل رسالة تهديد الى الآخرين.
وأضاف “بل تمثل أيضاً تمهيداً ضرورياً وضماناً لمستلزمات سياسية تلتقي مع تكرار الروس والنظام السوري القول إن بقاء الأسد مصلحة إسرائيلية، وهو ما لم تنكره إسرائيل يوماً، بما يعني أن ما كان يفعله القنطار بتكليف من إيران يمكن أن يخربط هذه الحسابات الروسية السورية الإسرائيلية”.