أظهرت دراسة جديدة أجراها مركز دراسات “الدين والجغرافيا السياسية” التابع لصندوق توني بلير أن عشرات آلاف المسلحين المتمسكين بأيديولوجية مماثلة لأيديولوجية تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”, مستعدين لمواصلة القتال إلى أخر قطرة من أجل اسقاط بشار الأسد.
الدراسة الغريبة قالت إنه في حين أن التحالف الدولي يحارب داعش جوّا ويتمنى سقوطها، يشكّك خبراء بشؤون الجهاد بالاعتقاد أن إسقاط هذا التنظيم المتطرف سيؤدي إلى الاستقرار في سوريا.
وبعد خمس سنوات من الحرب الدموية، فحص مركز دراسات الدين والجغرافيا السياسية التابع لصندوق توني بلير ووجد أنّ هؤلاء المسلحين يتمركزون في سوريا اليوم أكثر من أي مكان آخر على وجه الكرة الأرضية في جميع الأزمنة من تاريخ الإسلام.
فهناك 33% من المجموعات العاملة في سوريا تنتمي إلى السلفية الجهادية، في حين أن 27% تعرّف كـ “إسلامية”. فضلًا عن ذلك، 10% من المجموعات تعمل لأغراض دفاعية فقط، 6% تمثّل الأكراد بينما 23% من الجماعات تفتقد إلى حدود واضحة.
وسوى داعش تعمل في سوريا اليوم 15 مجموعة جهادية تحمل نفس الأيديولوجية الدينية المتطرفة تماما، وتعمل لإقامة الخلافة الإسلامية. ويعتقد معدّو التقرير أنّ تركيز السياسة الغربية على ضرب داعش هو خطأ خطير حيث إنها تخرج من الحساب الـ 15 مجموعة التي يبلغ تعدادها ما لا يقل عن 65,000 مقاتل. إذا نجح التحالف في القضاء على داعش، فلن يتوقف أولئك الآلاف من المقاتلين عن حربهم في سوريا. حسب التقرير.
بالإضافة إلى ذلك يعتقد معدّو الدراسة أنّ الادعاء المطروح في الدول الغربية والذي بحسبه “يجب السعي للتعاون مع الثوار المعتدلين في سوريا” هو ادعاء زائف يستند إلى عدم فهم الواقع. وتتعاون التنظيمات الإسلامية المتطرفة مع تنظيمات أخرى حيث يخدم الأمر مصالح قصيرة الأمد أو طويلة الأمد، لأغراض محددة. تتعلق هذه التحالفات المتجاوزة للحدود بالأهداف، ولا تسمح بالتفريق بين تنظيمات الثوار “المتطرفة” وبين تنظيمات الثوار “المعتدلة”.
وهناك فقط طموح واحد مشترك بين جميع المجموعات المسلّحة في سوريا وهو إسقاط نظام بشّار الأسد. 90% من التنظيمات التي تمت دراستها في البحث تضع إسقاط نظام الأسد كهدف رئيسي لنشاطها.
وبالتباين، فإنّ 38% من الثوار الذين تمت دراستهم في البحث فقط صرّحوا بدمقرطة سوريا كهدف رئيسي، في حين أنّ 68% صرّحوا بأنّ هدفهم الرئيسي هو تطبيق قوانين الشريعة في سوريا.