“خاص- وطن- حمزة هنداوي- بينما تنشط الحركة الدبلوماسية لدفع المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة قدما، جددت قوات النظام ليل الثلاثاء -الأربعاء استخدام غاز “السارين” في بلدة “معضمية الشام” المتاخمة للعاصمة دمشق (5 كم غربا).
وقال مصدر من البلدة لـ”وطن” إن غازات سامة كانت موجودة بالبراميل سقطت على منطقة “الشياح” قتلت 10 أشخاص، مشيرا إلى أن أحد البراميل كان محملا بالغاز ولم يسمع له صوت انفجار.
وأضاف أن صاروخا من نوع “فيل” سقط في المنطقة نفسها دون أن ينفجر، في حين سقط آخر بالخطأ على تجمع لجيش النظام، فقتل 9 من عناصره حسب المصدر.
وكشف أن جيش النظام مازال يحاول اقتحام البلدة من جهتي “الشياح” و”الأثرية” ليفصل بين “داريا” و”معضمية”.
في السياق نفسه أعلنت مصادر طبية في مشفى الغوطة التخصصي أن 10 أشخاص بينهم أطفال قضوا في البلدة جراء استهداف الحي الغربي من المدينة بغاز “السارين”.
كما أكدت المصادر وجود عشرات الإصابات بين المدنيين، مشيرة إلى أن أعراض “سيلان أنفي ولعابي” ظهرت عليهم، قبل أن تتطور لاحقاً إلى سيلان دموي وضيق في التنفس وصغر في حجم بؤبؤ العين تحول إلى توسع واضح في دلالة على الوفاة.
وحسب المصادر نفسها فإن معظم الإصابات ظهرت عليها علامات التبول والتغوط اللاإرادي، كما ظهرت حركات لا إرادية تشنجية انتهت بتوقف التنفس وتوسع الحدقة والموت.
وسبق أن تعرضت بلدة “معضمية الشام” إلى استهداف نظام الأسد بالكيماوي أثناء المجزرة الشهيرة في 20 أغسطس/2013، والتي راح ضحيتها في غوطتي دمشق الشرقية والغربية نحو 1500 شخص الغالبية العظمى منهم أطفال.
وسلّم نظام الأسد إثر تلك المجزرة الرهيبة مخزون البلاد من الأسلحة الكيميائية، معلنا رضوخه للتوقيع على اتفاقية منع استخدام وحيازة هذا السلاح المحرم دوليا، إثر صفقة أمريكية مع النظام كان عرابها الحليف الروسي، لينجو “المجرم” بتسليمة “أداة الجريمة” كما علق ناشطون ومعارضون سوريون على الصفقة التي فضحت زيف خطوط الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحمراء حينها، حسب رأيهم.
إذ سبق أن حذر أوباما الأسد، ناعتا إياه بـ”الفاقد للشرعية”، من استخدام الأسلحة الكيماوية معتبرا أنها خط أحمر يترتب على من يتجاوزه “عواقب وخيمة”.
ويأتي استخدام النظام لسلاح محرم دوليا ليعمق الهوة بين أطراف الصراع في سوريا محليا وإقليميا ودوليا، في وقت قطعت فيه المحادثات للوصول إلى حل سياسي مرحلة غير مسبوقة بعد تفاهمات “فيينا” في نوفمبر الماضي والتي تُوجت بقرار أممي يضع خارطة طريق للحل السياسي أول خيطها البدء بمفاوضات بين النظام والمعارضة.
غير أن تجديد النظام استخدام الكيماوي فضلا عن استمراره وحلفائه الروس بقصف السوريين في مناطق عدة، ينسف كل ما يشاع عن إمكانية بدء مفاوضات قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب عنها إن الوقت غير مناسب للشروع بها لعدم توفر إجراءات تؤكد حسن نية النظام.
علما أن تصريح رئيس الوزراء السوري المنشق الذي اختاره المعارضون رئيسا للهيئة العليا للمفاوضات إثر اجتماع ضم طيفا واسعا من المعارضة في الرياض في 9و10 نوفمبر الماضي، جاء (التصريح) قبيل استخدام النظام للسلاح الكيماوي مجددا في بلدة “معضمية الشام” التي سبق أن وقع معها هدنة لوقف إطلاق النار.