قال تقرير نشرته وكالة “رويترز”، من إعداد مراسلها في بيروت، إن الضابط الإيراني الجنرال حسين حمداني قُتل على مشارف حلب عصر يوم الثامن من أكتوبر الماضي عندما أطلق عليه مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” النار.
وبهذا يكون حمداني أرفع قائد في الحرس الثوري الإيراني يلقى مصرعه في سوريا حتى الآن، كما إنه أصبح واحدا من عدد متزايد من العسكريين الإيرانيين الذين يفقدون حياتهم في الصراع السوري.
وكان مصرعه حدثا اعتبر بمثابة بداية لتطور جديد في الدور العسكري الإيراني في سوريا التي يعتقد خبراء أن طهران أرسلت إليها ما يصل إلى 3000 جندي.
وتوضح حصيلة تم جمعها من مواقع إيرانية أن ما يقرب من 100 مقاتل أو مستشار عسكري من الحرس الثوري من بينهم أربعة على الأقل من كبار القادة قتلوا في سوريا منذ أوائل أكتوبر الماضي.
وقد سعت إيران لحشد مقاتلين شيعة من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان لمقاتلة المعارضة المؤلفة من قوى سنية في الأساس.
وأفاد تقرير الوكالة أن مقتل أفراد في الحرس الثوري يُعدَ مؤشرا على تزايد الدور الإيراني في القتال الدائر في سوريا والثمن الفادح الذي يدفعه جنود الحرس لدعم جيش الأسد.
ونقلت “رويترز” عن هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت، قوله: “وسَع الإيرانيون نطاق مشاركتهم العسكرية المباشرة في الصراع، وهذا للتعويض عن الاستنزاف الشديد بين وحدات الجيش السوري”.
واضطر جيش النظام في الآونة الأخيرة للعب دور ثانوي، بينما اضطلعت إيران والميليشيات المتحالفة معها بالدور القيادي في الحرب على الثورة السورية.
وقال دبلوماسي غربي في بيروت، طلب عدم الكشف عن هويته: “الجيش السوري مؤسسة محبطة. ثمة عمليات هروب من الخدمة وفرار” من القتال، وفقا لما أورده التقرير.
وكشف التقرير أن زيادة المشاركة الإيرانية في الصراع، خصوصا في القتال من أجل السيطرة على مدينة حلب، تزامنت مع بدء حملة القصف الجوي الروسية في أواخر سبتمبر الماضي.
وقد تحمل الإيرانيون أعباء الجهد الجديد والعمليات المنسقة على الأرض، وذلك بإرسال قادة كبار مثل حمداني الذي لعب دورا رئيسا في قمع الاحتجاجات عقب انتخابات الرئاسة عام 2009 في إيران.
وسمح تدفق القوات الإيرانية واقترانها بالدعم الجوي الروسي لجيش الأسد بكسر حصار قاعدة “كويريس” الجوية في محافظة حلب في أوائل نوفمبر الماضي، غير أن التحالف الجديد لم يحقق فيما عدا ذلك سوى مكاسب جزئية حول حلب.
وقد لقي معظم من مات من قادة الحرس الثوري في الآونة الأخيرة مصرعهم في الاشتباكات مع الثوار.
والعسكريون الإيرانيون الذين يلقون حتفهم في سوريا الآن ليسوا من فيلق القدس وحده، فمنذ شهور يرسل الحرس الثوري جنودا من مقاتليه العاديين ليس لهم أي خبرة بالقتال خارج حدود بلادهم، وذلك للمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا. ونتيجة لذلك اضطرت مؤسسة الحرس للتكيف مع التطورات.
وفي هذا السياق، نقل التقرير عن “علي الفونة”، الباحث الزميل بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والخبير في شؤون الحرس الثوري: “الحرس الثوري يغير نتيجة الحرب في سوريا، لكن الحرب في سوريا تعمل أيضا على تغيير طبيعة الحرس الثوري”.
وأضاف أن “عواقب الحرب في سوريا على الحرس الثوري ضخمة. ففيلق القدس اعتاد أن يكون جزءا صغيرا جدا من الحرس الثوري. وأنتم تشهدون الآن تحول الحرس الثوري إلى فيلق قدس كبير”.
وفي الوقت الحالي لا يبدو أن العدد الكبير من الوفيات في فترة قصيرة نسبيا قلل التزام الحرس الثوري بالصراع في سوريا، وفي هذا أوضح “خشان” قائلا: “باستطاعة إيران أن تحافظ على المستوى الحالي لمشاركتها في سوريا بل وزيادته. والانسحاب في هذه المرحلة المتقدمة في الصراع سيأتي بنتائج عكسية”.
ورغم من سقطوا من قتلى في الاشتباكات في سوريا، فلم يحدث رد فعل معاكس على المستوى الشعبي للمشاركة في الحرب أو للحرس الثوري فيما بين الإيرانيين العاديين.
ويرجع هذا في جانب كبير منه، وفقا لما أورده التقرير، إلى أن كثيرين تقبلوا إلى حد ما رسالة الحكومة أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي هدد بشن هجمات في إيران يمثل خطرا وجوديا.