مجدالدين العربي- وطن – خاص
تعيش الطبقة السياسية في إسرائيل هذه الأيام على صفيح من جنس إذا صح التعبير، بعد أن استقال نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية سيلفان شالوم من مناصبه، ولم يكتف بذلك بل اعتزل الحياة السياسية كلها، على خلفية تقارير عن تورطه بقضايا تحرش جنسي متكررة، مع موظفات كن يعملن تحت سلطته، حيث ادعت 11 امرأة على “شالوم” في هذا المجال
“شالوم” الذي خدم في حقل السياسة قرابة 23 عاما، استقال تحت ضغط إعلامي لم يستطع تحمله، قائلا إن أسرته تدعمه “بشكل كامل”، لكنها غير ملزمة بدفع ضريبة ما حصل، ولذا فقد قرر السياسي المشهور الاستقالة من مناصبه ومن عضويته في الكنيست (البرلمان العبري) أيضا.
المثير إلى حد المفاجأة، أن رحيل شالوم عن الكنيست سيخلي مقعده لسياسي آخر لايقل عنه جدلاً، وارتباطاً بالجنس، وهو عضو حزب ليكود “أمير أوهانا” المعروف بشذوذه الجنسي، ليكون بذلك أول عضو ليكودي شاذ يجلس تحت قبة البرلمان.
أمير أوهانا الذي يقارب عمره أربعين سنة، هو رئيس تجمع الشواذ جنسيا من أعضاء الليكود وهذا التجمع يسمى بالعبرية “جعافا باليكود”.
ومع إن عدد الأصوات التي حصل عليها “أوهانا” في الانتخابات الأخيرة عام 2015 خانه، ولم يسمح له بالوصول إلى الكنسيت، فإن الحظ خدم هذا السياسي الشاذ حين استقال الوزير وعضو الكنيست داني دانون من منصبيه، ليتولى منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، ثم جاءت استقالة شالوم لتكمل دورة الحظ مع “أوهانا” وتهديه مقعد الكنيست الذي عجز عن تحصيله عبر صناديق الاقتراع.
في الانتخابات الأخيرة حصل “أوهانا” على عدد من الأصوات جعله يحتل المرتبة 32 بين نواب الليكود، لكن الليكود نفسه لم يستطع سوى الحصول على 30 مقعدا في الكنسيت، ذهبت لأصحاب المراتب الثلاثين الأولى، وعندما استقال “دانون” من منصبه وزيرا للعلوم وأخلى مقعده البرلماني في أغسطس الماضي، حلت مكانه النائبة “شارين هاسكل” التي كانت في المرتبة 31، وعندها لم يبق أمام “أوهانا” سوى تكرر السيناريو ليدخل الكنيست بآلية الإحلال، وهذا ما كان بالفعل مع استقالة شالوم يوم الأحد 20 ديسمبر الجاري.
أمير أوهانا وشريكه وولديهماو”أمير أوهانا” ليس مجرد شاذ عادي، بل هو متزوج من “شريك” ذكر مثله اسمه “ألون حددا”، ولديهما توأم (ولد وبنت)،أنجبتهما لهما أم بديلة في الولايات المتحدة.
واستبق “أوهانا”، تأديته اليمين القانونية المقرر أن تكون الأسبوع المقبل، بالحديث عن مشروعاته التي ينوي طرحها من تحت قبة برلمان كيانه، مؤكداً أن حقوق الشواذ ستكون مائلة أمامه، ولكنها لن تكون الموضوع الوحيد الذي يشغله، ومنوهاً بوجود قضايا دبلوماسية وأمنية حساسة، على اعتبار “إسرائيل هي الدولة الأكثر عرضة للتهديد في العالم”، حسب قوله.
“أوهانا” ككثير من السياسيين الإسرائيليين خدم ستة أعوام في الجيش الإسرائيلي ومثلها في جهاز الأمن العام (شاباك)، وهو يطمح بناء على ذلك لاحتلال مكان في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، أكثر لجان الكنيست تأثيراً.
ويبدي “أوهانا” افتخاره بأنه شق الطريق وعبدها أمام تيار الشاذين في اليمين الإسرائيلي، معلقاً: حتى وقت قريب، كان اليسار المدافع الوحيد عن حقوق الشواذ، ولكن أنشأنا “جعافا باليكود”، ونحن نريد لقضية الشواذ أن تعم كل الأحزاب الأطراف، لا أن تبقى محصورة في نطاق ضيق.
لكن “أوهانا” يعبر عن خشيته من الإخفاق في تبني قوانين تميل لصالح الشواذ من قبل الكنيست، مع وجود أحزاب دينية يهودية، مثل حزب شاس، وحركة يهودوت هاتوراه، والبيت اليهودي.