قد يظن المرء أن المتلفظين بالشتائم والكلمات البذيئة أشخاصٌ غير أخلاقيين أو أقل تعليماً وذكاءً من الآخرين، لكن دراسةً علميةً جديدةً كشفت أن المبدعين في الكلمات الخارجة يمتلكون مخزوناً لغوياً كبيراً ويعكسون مقدرةً باهرةً في تسخير وتطويع اللغة لاحتياجات اللحظة.
متخصصان في علم النفس من جامعتين أميركيتين أجريا تجربةً لمعرفة ما إذا كانت البذاءات اللفظية تدل على نقصٍ لغوي، فشملت الدراسة التي نشرتها دورية Language Sciences، الذخيرة اللغوية الكلية لـ 49 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18-22 عاماً.
في البدء طُلب من المشاركين تسمية كل ما يعرفونه من ألفاظ بذيئة خلال مدةٍ زمنيةٍ محددة، شرط أن تبدأ بحرفٍ معين، ثم طُلب من المشاركين تكرار العملية ذاتها لكن بذكرِ أسماء الحيوانات التي يعرفونها، ثم مرةً ثالثةً بذكر أي كلمة عامة. وفق ما نشرته “هافينغتون بوست”.
وعلى عكس المعتقد السائد، تبين أن “المحترفين” في مجال السباب والشتائم تميزوا بسعة اطلاعهم على كلمات أخرى أكثر، وأن لديهم تحكماً وتمكناً أكبر من اللغة.
لكن بالطبع لا يعني هذا أبداً أن القدرة على الانهيال بالشتائم والسباب دليلٌ على مستويات ذكاء أعلى.
وتوصل الباحثون إلى أن “غنى مخزون الشتائم اللفظية قد يكون دليلاً على سعة وصحة المقدرات اللغوية، وليس مجرد غطاء للنقص اللغوي لدى هؤلاء”.