“خاص –وطن”تلقى ائتلاف دعم مصر الذي يقوده اللواء سامح سيف اليزل ضربات قاسية أدت إلى تفككه وانهياره، بعدما أعلن حزب مستقبل وطن انسحابه من التكتل، وهو القرار ذاته الذي اتجه له حزب الوفد بقيادة السيد البدوي، فضلا عن حزب المصريين الأحرار الذي أعلن قبل أيام عدم مشاركته في الائتلاف.
خطورة الضربة التي تلقاها ائتلاف دعم مصر أنها جاءت من الأحزاب التي تمثل الأغلبية في البرلمان الجديد، حيث يعد حزبي مستقبل وطن والمصريين الأحرار الأكثر عددا تحت قبة البرلمان الجديد، بالإضافة إلى أن هذه الضربات الموجعة سوف تؤدي إلى انهيار الائتلاف وتفككه، ومن ثم عدم تحقيقات رغبات سيف اليزل والرئيس عبد الفتاح السيسي، لا سيما وأن اليزل أعلن قبل أيام عن توجه الائتلاف لتعديل مدة الرئاسة لتصبح 6 سنوات.
منذ الإعلان عن ائتلاف دعم مصر بزعامة سيف اليزل، يؤكد كثير من المتابعين للخريطة السياسية في مصر أن هذا التكتل كان سيحل مكان الحزب الوطني خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، خاصة وأن الائتلاف تربطه علاقات قوية برئيس النظام عبد الفتاح السيسي، ويعتبرهم البعض أنهم احد رجاله وأدواته التي يحركهم بالبرلمان لأجل تحقيق مكاسب سياسية، كان أهمها مد فترة الرئاسة عامين إضافيين.
ما يعزز احتمالات أن الائتلاف هو بديل رسمي عن الحزب الوطني المنحل، أن قرار انسحاب حزب مستقبل وطن من التكتل جاء بعد خلافات مع زعيم الائتلاف سيف اليزل حول توزيع المناصب ورئاسة اللجان النوعية داخل البرلمان، خاصة في ظل إصرار اليزل على التحكم بمجريات الأمور تحت قبة البرلمان عبر هذا الائتلاف.
الانسحاب من ائتلاف دعم مصر، لم يقتصر على بعض الأحزاب المشاركة فيه، بل امتد ليطال الكثير من النواب المستقلين الذين أعلنوا في وقت سابق الانضمام إلى الائتلاف، وهو الأمر الذي جعل البعض يؤكد انهيار الائتلاف وتفككه حتى لا يتبقى فيه سوى سيف اليزل.
التوقيت الذي أعلنت فيه الأحزاب عن انسحابها من التكتل الذي يتزعمه سيف اليزل حرج للغاية، حيث من المتوقع عقد أولى جلسات البرلمان يوم 27 أو 28 من الشهر الحالي، وهو الأمر الذي يضعف من قوة الائتلاف في البرلمان، وينتزع منه القوة التي كان يسعى اليزل لتحقيقها عبر الائتلاف تحت قبة البرلمان.
وعلى ضوء التطورات السابقة، فإن حزبي مستقبل وطن والمصريين الأحرار، باتا الأكثر نفوذا داخل البرلمان المصري بامتلاكهما العدد الأكبر من مقاعده، ما يفسح المجال أمامهما لتشكيل تكتلات وتحالفات تنسيقية تحت قبة البرلمان حيال القضايا المقرر طرحها على المجلس خلال الفترة المقبلة، حتى وإن لم تكن هذه التحالفات معلنة بشكل رسمي.