مجدالدين العربي-خاص
شهدت تونس ميلاد حزب سياسي جديد بمسمى “حراك تونس الإرادة” الذي ضم تحت جناحه مجموعة من السياسيين والناشطين، في مقدمتهم الرئيس السابق “محمد المنصف المرزوقي” أول رئيس تونسي منتخب بعد الثورة.
وشدد البيان التأسيسي لـ”حراك تونس الإرادة” على أن “مشروع الثورة السلمية الديمقراطية التي رفعت رأس تونس والتونسيين لم يتحقق إلا في جزء يسير منه”، معتبرا أن هذا المشروع أمامه طريق “طويل مهدّد ومحفوف بكل الأخطار”
وعدد البيان أهداف الحراك ومن أبرزها، تفعيل الدستور الجديد، وإعطاء الأقاليم والبلديات أوسع الصلاحيات، واعتبار القضاء على الأمّية والبطالة والفقر والتفاوت بين الجهات مشغل الدولة الرئيسي وشرط استقرار الوطن وأمنه.
ونوه بيان حراك تونس الإرادة الذي وصل “وطن” نسخة منه، بأن من أهدافه “اعتماد سياسة خارجية تحافظ على السيادة الوطنية وعلى صداقاتنا التقليدية وتدعم الشعب الفلسطيني، وتسعى إلى بناء الإتحاد المغاربي… وتوثيق عرى الصداقة والتعاون والشراكة مع محيطنا المغاربي والإفريقي والعربي والمتوسطي، والانفتاح على الفضاء الأسيوي والبلدان الصاعدة”.
وختم الحراك سلسلة أهدافه بالإشارة إلى ضرورة “إعادة الاعتبار لمنظومة القيم والأخلاق في ممارسة الشأن العام”.
وتتكون الهئية التأسيسة لحراك تونس الإرادة من 56 عضوا، من أهمهم: محمد المنصف المرزوقي، ابتسام الطريقي، إبراهيم بن سعيد الحبيب بوعجيلة، الصادق جبنون العربي، عبيد إيمان الجزيري، إيناس الجديدي بشير النفزي، بلقاسم شامخ.
وألقى “المرزوقي” كلمة له على هامش إطلاق الحراك، قال فيها: لقد شكلت ثورة الحرية والكرامة منعطفا لا يقل أهمية وخطورة عن منعطف الاستقلال… لكن الثابت أن تونس اليوم لم تنهي مرحلتها الانتقالية وأنها ما زالت تتخبط في جملة من الأزمات، وأخطرها في هذه الذكرى الخامسة لثورة 17 ديسمبر المجيدة الأزمة النفسية المعنوية الأخلاقية.
ورأى “المرزوقي” أنه آن الأوان للشعب التونسي أن يقارن النتائج بالوعود، وآن الأوان ليقوم حراك تونس الإرادة بدوره كمعارضة ديمقراطية في نظام ديمقراطي.
وتابع المرزوقي: “ليس من باب التجني القول بأننا فوجئنا مثل كل التونسيين بأداء فاق في حجم فشله كل التوقعات، ففي أهم الملفات التي تشغل بال كل التونسيين اي الملفّ الاقتصادي لم نر أثرا لكفاءات في تسيير دولة واحدة أو لنتائج تفي بأبسط وعود الفريق المنتخب، كل ما رأيناه تراجع نسبة النمو إلى ما يناهز الصفر في حين فاقت في المرحلة التي ترأسنا فيها الدولة 3 بالمئة.
وانتقد “المرزوقي” ما سماه التطبيع مع الفساد الذي نشاهد عودته بقوة في كل المجالات، موضحا أن الحكومة التونسية على عهده بذلت الجهود لاسترجاع الأموال المنهوبة، وسعت لدى الأوروبيين من أجل دفعهم لتحويل جزء من ديون تونسإلى برامج انمائية، ولكن هذه الجهود والمساعي تم التخلي عنها في ظل الحكومة الحالية.
ولفت الرئيس السابق إلى حقيقة مرة تتمثل في السير ضمن طريق مسدود “لا يبشّر بأي مستقبل للمليوني تونسي الذين يعيشون تحت خطّ الفقر، وللطبقة الوسطى التي تتآكل قدرتها الشرائي ، وللعاطلين عن العمل… لأغلبية شعبنا المثقل بالهموم.
وختم المرزوقي كلمته بقصيدة قال إنه ترجمها بعد اكتشافها لها بالصدفة، حيث وجد فيها نفسه، وتقول أبياتها:
طلبت القوة من الله
فأعطاني الصعوبات لأقوى
طلبت العلم
فأعطاني مشاكل للحلّ
طلبت الرخاء
فأعطاني عضلات للعمل
طلبت قدرة الطيران
فأعطاني عقبات أتسلقها
طلبت الحبّ فأعطاني كائنات بحاجة إلى حبي
طلبت امتيازات
فأعطاني مواهب
لم أحصل على أي شيء مما طلبت
لكنني تحصّلت على كل ما أحتاج.
وتعد تونس “مهد الربيع العربي” وأول بلد عربي شهد في القرن الحالي ثورة شعبية امتدت شرارتها لتنتقل عبر بلدان المنطقة، مخلفة نتائج متفاوتة في كل بلد.