“خاص- وطن”- أبدت صحيفة “الخليج” الإماراتية “شماتة” كبيرة في التقرير البريطاني الذي صدر بحق جماعة الإخوان المسلمين- لا سيما وأن شيوخ الإمارات- حظروا الجماعة في بلدهم متماشيين بذلك مع الخطوة التي اتخذها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحظة الانقلاب على الحكم واعتقال كافة قيادات الإخوان المسلمين في مصر.. كما فعلت كذلك السعودية التي تضامنت معهم وندمت بعد ذلك.
الصحيفة الإماراتية قالت في افتتاحيتها إن بريطانيا احتاجت إلى عقود عدة كي تكتشف أن جماعة الإخوان هي تنظيم متطرف يشكل حاضنة للإرهاب، وأن الانتماء للإخوان المسلمين والارتباط أو التأثر بهم ينبغي أن يعتبر مؤشراً محتملاً للتطرف”، ذاكرةً ان “هذا ما ورد في تقرير أعلنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نتيجة مراجعة للحكومة بشأن الجماعة في بريطانيا”.
وفي محاولة منها لتحريض الحكومة البريطانية على اتخاذ قرار مشابه للقرار الذي خطط له شيوخ بلادها ونفذه السيسي وبعده العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله قالت الصحيفة ان “بريطانيا اقتنعت أخيراً بأن جماعة الإخوان التي وجدت ملاذا آمناً لها على أراضيها، وحظيت برعاية خاصة على مدى عقود، وتم استخدامها كأداة تخريب في أكثر من بلد عربي هي منظمة تشكل خطراً على أمن بريطانيا ؛ لأنها تعتبر حاضنة للإرهاب، وتاريخها يحمل بصمات واضحة على ممارسة العنف باعتباره وسيلة للوصول إلى السلطة، من خلال عمليات التخريب والاغتيال التي مارستها في مصر في أربعينات وخمسينات القرن الماضي باستهداف رئيس الوزراء الأسبق النقراشي باشا والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والدور التخريبي المشبوه الذي قامت به في أكثر من بلد عربي، وصولاً إلى التآمر على ثورة 25 يناير بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك والاستيلاء على السلطة من خلال الغدر بالقوى التي قادت الثورة، ومن ثم اللجوء إلى العنف ضد الشعب المصري في ميداني النهضة ورابعة العدوية، وفي عمليات الاغتيال والتخريب الجارية الآن في أنحاء متفرقة من مصر”.
هكذا حاولت الصحيفة شيطنة التنظيم الاسلامي وربط الإرهاب الذي يغذيه شيوخ الإمارات من تحت الطاولة كما الحال في ليبيا وبؤر التوتر الأخرى بشهادة مسؤولين كبار لتضيف قائلة إن “بريطانيا والدول الغربية الأخرى عمدت إلى غض الطرف عن السجل الإرهابي المديد للإخوان؛ لأنهم كانوا يؤدون دور “مخلب القط” في المنطقة، ولذا كانوا يحظون بالدعم والتأييد، وافسحوا لهم المجال في التحرك وإقامة المراكز الدينية والإعلامية واللقاءات والمؤتمرات والنشاطات السياسية المعارضة لبعض الدول العربية التي تناصبها العداء”.
الصحيفة تحدثت عن “مخلب القط” في المنطقة ونست دور “الثعلب المكار” الذي يحيك مخططاته من أبو ظبي لتشويه صورة الاسلام خدمة لأجندات غريبة يديرها برفقة كافة الفاسدين في الوطن العربي بدءً من الهارب محمد دحلان ومرورا بأحمد شفيق وصولاً إلى نجل الرئيس اليمني المخلوع أحمد وغيره الكثيرين.
الصحيفة في زعمها قالت ان “الدول الغربية تغاضت عن العقيدة الفكرية للإخوان التي تشكل الإطار الأيديولوجي للكثير من الجماعات الإرهابية، ومن رحم هذه الجماعة تناسلت كل التنظيمات الإرهابية التي تمارس أبشع أشكال التوحش والحقد والكراهية وباتت تشكل تهديداً للبشرية والحضارة الإنسانية، مثل “القاعدة” و”داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها من المسميات التي تتلطى بشعارات إسلامية.
وتضيف الصحيفة المعروف عنها ولائها المطلق لمحمد بن زايد في نسج خيوط الكراهية بالقول ” هذه المسيرة الطويلة المسكوت عنها من الإرهاب التي قادها “الإخوان”، استفاقت عليها بريطانيا، وأدركت بعد بحث واستقصاء أنها تشكل خطرا عليها وأنها أخطأت في احتضانها، رغم أنها ظلت طوال السنوات الماضية تتجاهل كل التحذيرات التي جاءتها من أكثر من جهة حول خطورة هذه الجماعة التي لا يؤمن لها، وأنها سوف تعض اليد التي دعمتها متى سنحت لها الفرصة”.
وذكرت الصحيفة ان “بريطانيا وغيرها من الدول الغربية تحترف أسلوب الحروب بالوكالة ضد الدول والأنظمة التي تناهض سياساتها ولا تجد غضاضة في التحالف مع شياطين الإرهاب، أو خلق شياطين إرهاب لاستخدامها من أجل تحقيق مصالحها ومخططاتها، ثم تعلن الحرب عليها بعدما تدرك أن هذا الإرهاب خرج من تحت سلطتها ولم تعد قادرة على ضبطه، وقد ينتقل إليها، كما هي حالها الآن في المعركة المفتوحة ضد الإرهاب”، لافتةً الى ان
“بريطانيا أدركت الآن خطأها بعد أن شعرت بالخطر، وبأنها كانت طوال سنوات تحتضن شياطين الإرهاب في عقر دارها، حسناً، هذا الإدراك الذي جاء متأخراً “بعد خراب البصرة” وغيرها”.