“خاص- وطن”- قررت محكمة جنايات القاهرة السبت إخلاء سبيل المصورة الصحفية “إسراء الطويل” التي وجه لها تهم بث أخبار كاذبة وتكدير السلم العام والانضمام لجماعة إرهابية محظورة، حيث جاء قرار الإفراج عنها بسبب ظروفها الصحية، لتعانق إسراء الحرية مجددا بعد أكثر من 6 أشهر قضتها في السجن والاعتقال.
على الرغم من أن قرار الإفراج عن إسراء جاء مشروطا ويشدد على ضرورة إبلاغها للشرطة بكل تحركاتها، وزيارة أسبوعية للقسم، وعدم خروجها من المنزل إلا بأمر من الجهات الأمنية وتحت حراسة مشددة، ما يعني أنها خرجت من سجن إلى آخر، لكن بدون شك فإن بقائها في منزلها أفضل بكثير من سجن الشرطة الذي تذوقت فيه الآمرين.
بدأت قضية إسراء مطلع شهر يونيه الماضي، حينما اختفت عن الأنظار دون علم أهلها، لتظهر في منتصف الشهر ذاته بنيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس في القاهرة للتحقيق معها، بعدها تم نقل إسراء إلى سجن القناطر 16 يونيه 2015، ليتم عرضها على نيابة أمن الدولة مرة ثانية نهاية شهر يونيه الماضي، ويتقرر حبسها 15 يوما على ذمة التحقيق، ثم يتوالى تجديد الحبس خلال 10 جلسات تم عقدها الأشهر الماضية، حتى صدر قرار إخلاء سبيلها اليوم.
تبلغ إسراء الطويل 23 عاما، وهي من مواليد 28 يونيه 1992، أصيبت بطلق ناري خلال ذكرى 25 يناير الماضية أثناء تغطيتها الصحفية لإحدى المظاهرات في ميدان مصطفى محمود، وهو ما استدعى سفرها للعلاج بالخارج، لتعود إلى مصر مرة أخرى قعيدة لا تسطيع الحركة بشكل سليم،
وتبدأ فترة من العلاج الطبيعي، لكنها لم تكتمل بسبب اعتقالها.
تهتم إسراء الطويل بملف المعتقلين في السجون المصرية على خلفية قضايا سياسية، وتتضامن معهم، فضلا عن أنه ترددت أنباء في وقت سابق بأنها المتحدثة باسم حركة “نساء ضد الانقلاب”، لكنه تم نفي هذه الأنباء فيما بعد، ليقتصر الأمر على أنها مواطنة مصرية تعبر عن رأيها فقط، وترصد انتهاكات الشرطة عبر كاميراتها البسيطة، وربما هذا ما أزعج الأجهزة الأمنية، فأعدت لها كمين الاعتقال دون علم أهلها سوى بعد إلقاء القبض عليها بأسبوعين.
شغلت قضية إسراء الطويل اهتمام الرأي العام المصري، وكانت حدث كبير ومؤثر لوسائل الإعلام التي تابعت قضيتها منذ ظهورها بنيابة أمن الدولة منتصف يونيه الماضي، حتى الإفراج عنها اليوم، وتسبب هذا الحراك والمتابعة لقضيتها في إحراج الأجهزة المصرية وإرغامها على الاعتراف باعتقالها، كما أنه ساهم في الإفراج عنها بعدما انتشرت صورها الهزيلة بوسائل الإعلام خلال جلسات محاكمتها، وهو ما انتهى بالإفراج عنها لأسباب صحية.