“خاص- وطن”- يعلق المصريون آمالا كثيرة على نواب البرلمان الجديد من أجل الدفاع عنهم ومحاولة تخفيف ضغوطات الحياة، لا سيما بعد ارتفاع الأسعار وسوء الوضع الأمني الذي تعاني منه البلاد، أضف إلى هذا تدهور قطاع السياحة والصناعة لدرجة أدت إلى رفد وتوقف الآلاف عن العمل.
المفاجئة كانت في أن النواب الجدد لا يهتمون بتلك المشاكل التي يعاني منها المواطنون داخل الدولة، بل لديهم صراعات وأزمات أخرى يتكالبون عليها فيما بينهم دون الاهتمام بمصلحة المواطن أو أمن البلاد، فالمعارك السياسية بلغت ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة بين ائتلاف دعم الدولة وحزب المصريين الأحرار.
لقد أشعل ائتلاف دعم الدولة الذي يقوده اللواء سامح سيف اليزل الصراع ليس بين الأحزاب والكتل الانتخابية فيما بينها فحسب، بل طال هذا الخلاف الحزب الواحد، فتعالت الأصوات والمشاجرات بين مؤيدي الانضمام إلى هذا الائتلاف ومعارضيه، كما حدث في حزب الوفد خلال الأيام القليلة الماضية.
ومع الكشف عن هذه الخلافات التي ظهرت قبل الجلوس تحت قبة البرلمان المصري، اتضح الأمر للجميع، فهؤلاء النواب يتشاجرون ويختلفون فيما بينهم على المناصب والمهام داخل البرلمان الجديد، في مشهد يؤكد أنهم يفتقدون لأدنى مقومات العمل السياسي أو خبراته، فضلا عن إهمالهم للدور الذي تم انتخابهم من أجله.
لم يكن هذا الخلاف هو الوحيد، بل هناك صراع داخل البرلمان الجديد أكبر من ذلك بكثير، يشمل جبهتين رئيسيتين هما “جبهة نواب الصعيد”، وأخرى تضم “جبهة نواب بحري”، وهو الأمر الذي يثير كثير من التساؤلات المشروعة، لعل أبسطها، هل هؤلاء النواب هم الذين سيقودون دولة السيسي خلال الفترة المقبلة؟، ثم كيف يفعلون ذلك وهم أنفسهم يحتاجون لدروس كثيرة في السياسة وشرح مهام دورهم الجديد.
بعيدا عن هذه الصراعات على المهام والمناصب داخل البرلمان الجديد، فهناك جذور خلاف تؤكد أن بعض نواب البرلمان الجديد يريدون مكافأة عبد الفتاح السيسي على وصولهم إلى البرلمان، لذا يسعون إلى تمديد فترة الرئاسة عامين إضافيين لتصبح 6 سنوات، وهو ما يدعو إلى التشكيك في نتائج الانتخابات البرلمانية ويكشف جانبا من الصفقات السياسية التي تمت خلال الشهور القليلة الماضية بين الأحزاب فيما بينها، أو مع مؤسسة الرئاسة.
وعلى ضوء المشهد السابق، فالمصريون اليوم يحتاجون إلى نواب جدد يشعرون بآلامهم، ويدافعون عن حقوقهم، ويعملون على تحسين ظروفهم المعيشية، وليس أولئك الذين يتصارعون على المناصب والأدوار داخل البرلمان الجديد، حتى يثبت كل فريق منهم أنه كان الأجدر باختيار نظام السيسي ورجاله حتى تسند إليهم مهمة استكمال اللعبة السياسية داخل البرلمان.