نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا عن تنظيم الدولة الاسلامية الذي بدأ يتمدد حتى وصل إلى سرت الليبية, مشيرة إلى أن “أحد نجاحات حملة التحالف ضد تنظيم “داعش” في سوريا هو أن تمويل التنظيم يبدو أنه بدأ ينضب، حيث أن رواتب مقاتلي الجماعة متأخرة”، مفيدةً أن التنظيم في حاجة إلى 20 مليون دولار شهريا لتغطية عملياته القتالية الأساسية ولكن دخله من بيع النفط بدأ ينضب”.
وتحت عنوان “على ليبيا تشكيل حكومة وحدة مستقرة لوقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية”, قالت الصحيفة البريطانية إن “ذلك ليس سوى نصر عابر على الجماعة، حيث أن لها قدرة فائقة على تجديد ذاتها وعلى استغلال أموال السنة المتطرفين الحانقين في شتى ارجاء العالم، من أفغانستان إلى ليبيا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الحرب على التنظيم التي تركز على قصف الرقة في سوريا أو محاولة عزل الموصل في العراق تغفل أمرا رئيسيا، فالتنظيم ليس ثعبانا يجب قطع رأسه، كما وصفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ولكنه يشبه كائن الهيدرا الخرافي متعدد الرؤوس والأذرع وأحدث امتدادات التنظيم هي سرت في شمال ليبيا، مسقط رأس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي”.
ولفتت إلى أن “التنظيم يوطد حكمه في سرت ويعدم النساء لما تقول أنه ممارسة السحر ويطلق النار على من يصفهم بأنهم جواسيس وتجلد أهل المدينة لشرب الخمر وتبتر أطراف من يرتكبون جرائم صغيرة”، موضحةً أن “نشاط التنظيم في ليبيا ينفذ هدفه الاستراتيجي الذي يكمن في زعزعة استقرار الغرب فيما يعد اكثر نقاطه ضعفا، حيث يقوم المهربون بتهريب اللاجئين من دول افريقيا جنوب الصحراء عبر ليبيا إلى السواحل الأوروبية”.
وأشارت إلى أنّه “طالما ليبيا عالقة في حالة من الاقتتال القبلي بين عشرات الميليشيات، فإن حدودها لن تكون آمنة وستواجه دول جنوب أوروبا تدفقا للمهاجرين، كما ستتعرض الدول المجاورة مثل تونس لخطر التحول للتطرف، لذا من الضروري ان تتفق الحكومتان المتناحرتان في طرابلس وطبرق أن تتفقا على إدارة واحدة للبلاد”.