نشرت صحيفة جارديان مقالا للصحفي السوري المستقل موفق الصفدي علق فيه على مجريات الأحداث في سوريا مؤكدا أن الغرب مخدوع في افتراضه أن هناك تحالفا متماسكا ضد تنظيم داعش ، وقال إن الواقع شديد الفوضى.
وأشار الكاتب فى مقاله إلى ما ذكره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن وجود “نحو سبعين ألف” مقاتل سوري معارض على الأرض لا ينتمون إلى الجماعات المتطرفة يمكن أن يساعدوا في قتال تنظيم الدولة بأن هذا الرقم قد ثبت عدم دقته، وأن مشكلة كاميرون ليست حسابية بل تتعلق بالمفهوم.
وأوضح أنه قد يكون هناك أقل من هذ العدد أو أكثر، وأن الخطأ في الأمر هو الاعتماد على وجود ومشاركة من يوصفون بـ”المقاتلين المعتدلين”، حيث إنهم -بحسب مسؤولي لجنة الاستخبارات البريطانية- هم أولئك الذين “ينبذون الإرهاب”، مما يعني أنهم ليسوا أعضاء في الجماعات “الجهادية” كجبهة النصرة أو تنظيم الدولة.
ويرى الصفدي أن الأمر بالنسبة لكثير من الشباب كونهم “مقاتلين” أصبح “وظيفة” أكثر من كونه نداء واجب يشعرون بأن عليهم أن يمتهنوها لعدم وجود بدائل كما هو الحال في أي سوق عمل.
وأضاف أن العديد من مقاتلي المعارضة ببساطة لا يهتمون بشأن تبعية الجماعة التي ينضمون إليها سواء كانت تنظيم القاعدة أو التحالف الدولي أو الحكومة البريطانية أو أي جهة أخرى، كما أن الوضع الجيوسياسي الدولي ليس أول ما يشغل أذهان المقاتلين عندما يفكرون في الانضمام لهذه الجماعة أو تلك.
وقال الصفدي إن هدف الثوار الأول هو الإطاحة ببشار الأسد، ونتيجة لذلك يتخذون قرارا عقلانيا عند الانضمام إلى الجماعات التي تقاتل نظام الأسد أساسا، خاصة تلك التي تزودهم بأفضل الأسلحة للقيام بالمهمة.
وهناك مقاتلون قد تكون المخاوف المعيشية لديهم أكثر إلحاحا، مثل دعم أسرهم، وهؤلاء يكونون أكثر حرصا على الانضمام إلى الجماعات الناشطة في المناطق المستقرة نسبيا والتي تقدم لهم رواتب مجزية.
وهناك أيضا المقاتلون الذين تحركهم المذهبية، مثل الإسلاميين أو الأكراد أو حتى العلويين الموالين للأسد والذين ينضمون إلى الجماعات القريبة من معتقداتهم.
وخلص الكاتب إلى أنه من المستحيل تقريبا حصر هؤلاء المقاتلين في فئتين كمعتدلين بارزين أو غير معتدلين، وأضاف أنهم ينضمون إلى الجماعات أو ينسحبون منها بناء على الوضع الراهن المتغير، والمقاتلون المعتدلون اليوم قد لا يكونون معتدلين إلى الأبد