بعد خمسة أعوام على انطلاق الربيع العربي، نجحت تونس في عملية انتقالها الديمقراطي رغم التهديد الجهادي خلافا لدول أخرى غارقة في الحرب أو القمع أو الفوضى. حسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
– تونس:
في 17 ديسمبر 2010 أقدم البائع المتجول محمد البوعزيزي في سيدي بو زيد (وسط غرب) على إضرام النار في نفسه احتجاجا على معاملة الشرطة ما أدى إلى إطلاق حركة احتجاج شعبية ضد الفقر والبطالة. وتوفي البوعزيزي في الرابع من يناير. وسرعان ما امتدت التظاهرات التي رافقتها أعمال شغب لكافة أنحاء البلاد.
وفي 14 يناير تجمع آلاف المتظاهرين في تونس وفي الضواحي للمطالبة برحيل بن علي الذي فر إلى السعودية بعد حكم دام 23 عاما بلا منازع ليكون أول رئيس عربي يغادر السلطة بضغط من الشارع.
وبعد أزمات سياسية متتالية، اعتمدت تونس في 2014 دستورا جديدا ثم نظمت انتخابات تشريعية فاز بها حزب نداء تونس المعادي للإسلاميين متقدما على إسلاميي النهضة. وفي ديسمبر انتخاب الباجي قائد السبسي رئيسا.
لكن عملية إرساء الديموقراطية تبقى هشة أمام التهديد الجهادي في البلاد التي شهدت عام 2015 ثلاثة اعتداءات كبرى تبناها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
– مصر:
بعد 18 يوما من انتفاضة شعبية بدأت في 25 يناير 2011 وأوقعت حوالي 850 قتيلا، سلم حسني مبارك سلطاته للجيش في فبراير من العام نفسه.
وفي يونيو 2012 أصبح محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين أول رئيس إسلامي يترأس البلاد. لكن بعد سنة شهدت أزمات وحركة احتجاج سياسية، عزل الجيش مرسي.
ومنذ إطاحة مرسي في يوليو 2013 ، تشن السلطات المصرية حملة واسعة ضد أنصاره الإسلاميين «خلفت أكثر من 1400 قتيل وقرابة 42 ألف سجين»، بحسب منظمات حقوقية دولية.
«كما صدرت مئات من أحكام الإعدام والسجن المؤبد في محاكمات جماعية وسريعة ضد إسلاميين من أنصار مرسي».
وفي يونيو 2014 أُعلن فوز عبد الفتاح السيسي قائد الجيش سابقا في الانتخابات الرئاسية. كما انتخب برلمان جديد في نهاية أكتوبر-مطلع ديسمبر 2015 اعتبر مؤيدا بكامله للسيسي.
– ليبيا:
في 20 أكتوبر 2011 قتل معمر القذافي في سرت على بعد 360 كلم شرق طرابلس. وشهدت البلاد قبل أشهر من ذلك، انتفاضة تحولت إلى نزاع مسلح أدى إلى سقوط طرابلس في أغسطس بفضل دعم حاسم من حلف شمال الأطلسي.
وتشهد ليبيا منذ ذلك الحين فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل نحو عام ونصف عام بين السلطتين اللتين تتقاسمان الحكم، السلطة المعترف بها دوليا في الشرق، والسلطة المناوئة لها التي تتخذ من طرابلس مقرا ومدعومة من تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا”.
واستفاد تنظيم داعش من الأزمة السياسية والأمنية في البلاد وبدأ يوسع نفوذه. والفوضى السائدة في ليبيا شجعت مرور آلاف المهاجرين الراغبين بالوصول إلى أوروبا.
– سوريا:
تشهد سوريا منذ حوالى خمس سنوات نزاعا أوقع أكثر من 250 ألف قتيل وأدى لنزوح ملايين الأشخاص.
وبدأت حركة احتجاج في 15 مارس 2011 مع تظاهرات سلمية مطالبة بإصلاحات. لكن تم قمعها بالقوة وتحولت إلى حراك مسلح ضد النظام قبل أن تصبح نزاعا شاملا مع استخدام أسلحة ثقيلة ومقاتلات الجيش اعتبارا من 2012.
وفي 2013-2014 طغى تصاعد نفوذ مجموعات جهادية مثل جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، ثم تنظيم داعش على مجموعات المعارضة المسلحة.
وشكل ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم داعش ويقوم منذ سبتمبر بقصف مواقعه. ومنذ نهاية سبتمبر 2015 بدأت روسيا تدخلا عسكريا لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
– اليمن:
في فبراير 2012 اضطر الرئيس علي عبد الله صالح للتنحي بعد سنة من الاحتجاجات وخلفه نائبه عبد ربه منصور هادي.
وفي 2014 أطلق المتمردون الحوثيون هجوما أتاح لهم السيطرة على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء. وفي مارس 2015 أطلقت السعودية تحالفا عربيا لمساعدة السلطة على وقف تقدم الحوثيين. وأوقع النزاع منذ ذلك الحين حوالي ستة آلاف قتيل.
ووسع تنظيم القاعدة الذي كان متواجدا أساسا بقوة في جنوب البلاد، نفوذه في اليمن فيما كثف تنظيم داعش هجماته أيضا في الأشهر الماضية.
– البحرين:
شهدت البحرين تظاهرات متفرقة منذ قمع حركة احتجاج نظمها معارضون من الغالبية الشيعية في العام 2011 للمطالبة بإصلاحات سياسية.
وتطالب المعارضة بإقامة ملكية دستورية والحد من نفوذ أسرة آل خليفة الحاكمة.