“خاص- وطن”- لم يعد أي شيء على طبيعته في مصر، بل يتحول من الدور الوظيفي النافع إلى آخر هدّام ينهي حياة المواطنين في ثوان معدودة، وهذا ما باتت تحدثه أعمدة الإنارة في مختلف محافظات مصر خلال الأيام الماضية، حيث تحولت هذه الأعمدة المخصصة لإنارة الطريق إلى أعمدة موت تودي بحياة الكثيرين، نتيجة إهمال وزارة الكهرباء وموظفيها.
البداية كانت اليوم في محافظة بني سويف (شمال صعيد مصر)، حيث لقي طفل يبلغ من العمر 4 سنوات مصرعه نتيجة صعق كهربائي تعرض له، بعد ملاصقة جسده لأحد أعمدة الإنارة بقرية منشأة عبد الصمد بمركز إهناسيا، حيث يؤكد والد الطفل الضحية أن أعمدة الإنارة يوجد بها ماس كهربائي، وهو ما يؤدي لصعق أي شيء يلامس هذه الأعمدة، كما حدث مع طفله “عمر”، مؤكدا أن أهالي القرية تقدموا بعدة شكاوى للمسئولين دون نتيجة.
الأمر لم يقتصر على إحدى محافظات الصعيد المنسية، بل وصل إلى واحدة من أكبر المدن السياحية وهي الغردقة، حيث توجد أسلاك عارية تخرج من أعمدة الإنارة المنتشرة في شوارع المدينة، وهو ما يجعل حياة المواطنين عرضة لخطر الموت صعقا بالكهرباء، نتيجة ملامسة هذه الأسلاك العارية أو الاقتراب منها.
وفي محافظة أسيوط التي تعرف بعاصمة الصعيد، لا يختلف الأمر كثيرا، فالأسلاك العارية التي تخرج عن أعمدة الإنارة المنتشرة بالشوارع تنهي حياة المواطنين في ثوان معدودة، حيث شهدت المحافظة واقعة مروعة خلال شهر يوليو 2014، عندما نشب حريق بعدد من المنازل، ومع تدخل وحدات الإطفاء، لقي أحد رجال الإطفاء مصرعه بعدما تلامست المياه مع الأسلاك العارية بأعمدة الإنارة.
محافظة بورسعيد، تعاني من المشكلة ذاتها أيضا، إلا أنها تختلف في شيء واحد ألا وهو أنه يتزايد هذا الخطر خلال فصل الشتاء، حيث تتساقط الأمطار بكثافة في المدينة التي يوجد بها أعمدة إنارة مكشوفة تخرج منها الأسلاك العارية، التي تصعق المواطنين نتيجة ملامسة ماء المطر لهذه الأسلاك العارية.
في محافظة البحيرة، تتسبب أعمدة الإنارة في حصد أرواح المواطنين، ليس عبر الصعق الكهربائي فقط، بل نتيجة الأعمدة القديمة المتهالكة التي تسقط في الشوارع على المارة فتنهي حياتهم، فضلا عن ما تخلفه من خسائر مادية تتعلق بممتلكات المواطنين.