تكشفت خيوط المؤامرة الكبيرة التي أحيكت بحرفية ضد جماعة الإخوان المسلمين بعد عامين على الانقلاب الذي نفذ ضد الرئيس محمد مرسي وجماعته في مصر ليتضح مشاركة أطراف دولية في الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي من أهمها إسرائيل وبشهادة صناع القرار بداخلها.
“آفي ديختر”.. رئيس جهاد الشاباك الإسرائيلي السابق اعترف بهذا الأمر خلال محاضرة ألقاها في المعبد الكبير بتل أبيب احتفالا بعيد الحانوكا اليهودي أو ما يعرف بعيد الأنوار.
وقال ديختر إن إسرائيل وبوصول الإخوان المسلمين للحكم في مصر أنفقت المليارات للتصدي لحكم الجماعة، معتبرا أن فكر الإخوان أخطر بكثير من تنظيم الدولة.
وتطرق رئيس الشاباك السابق، الذي شغل أيضا منصب وزير الأمن الداخلي إلى ثورات الربيع العربي التي قال إنها فاجأت المخابرات الإسرائيلية التي فشلت كباقي مخابرات العالم في توقعها أو التنبؤ بها.
وأضاف “ما حدث خلال الخمس سنوات الأخيرة هو الشيء الأكثر إدهاشا لنا على مدى عشرات السنين، وبالطبع منذ قيام إسرائيل، لم تكن هناك أية جهة مخابراتية سواء تابعة لنا أو للأمريكان أو للأوروبيين بل حتى للدول العربية، نجحت في توقع ما سيحدث خلال الخمس سنوات الماضية”.. بحسب تعبيره.
واعتبر ديختر أن ما حدث في تونس أمر سبق وتكرر في دول المنطقة حيث تحدث ضجة وتعم الاضطرابات، فيأخذ الرئيس المال ويهرب خارج البلاد، لكن ما حدث في مصر مثل صدمة قوية للإسرائيليين. بحسب ترجمة موقع مصر العربية.
وذكر بخطر جماعة الإخوان المسلمين التي “استولت على الحكم” و”ركبت” ثورة الشبان الليبراليين، وقال إنها أخطر في أيديولوجيتها من “داعش”، فالأخير لا يملك أيديولوجيا مكتوبة واضحة، بعكس الإخوان ذات الأيديولوجيا الواضحة والوحشية.. على حد قوله.
وأضاف أن الإخوان لا ينظرون إلى الخلافة كدولة، كما يرى “داعش”، فالدولة لها حدود ـ أما الخلافة بنظر الإخوان فليست لها حدود سياسية، فحدودها يحددها الإسلام، وأي مكان تطبق فيه الشريعة هو حدود الخلافة.
وتطرق ديختر إلى أهم ما جاء في كلمته حيث قال “بوصول الإخوان للحكم بدأت كل الدول بما فيها إسرائيل تخصيص ميزانيات تصل إلى المليارات للاستعداد لمصر في ظل واقع مختلف.. وأقر بأن الأمر ينطوي على دلالة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، التي تربطها بمصر معاهدة سلام، وذلك في ظل مخاوف من إمكانية تغير ميزان القوة العسكرية بسيناء.
وتابع “خلال عامين أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انقلابا عسكريا، وزج بالإخوان المسلمين في السجون فهناك يقبع اليوم الرئيس السابق مرسي ومعظم قادة الجماعة في السجن، وحكم بالإعدام على ما يناهز الألف من الإخوان عبر أحكام قضائية نهائية، لم تنفذ الأحكام حتى الآن، لكنهم في طريقهم للمشنقة”.. حسبما جاء في خطابه.
واعتبر المسؤول الإسرائيلي السابق أن المفاجأة التي حدثت بإسقاط نظام الإخوان ذكرته بالمفاجأة التي كانت من نصيب الإسرائيليين في حرب 6 أكتوبر 1973.. مضيفا “هناك من كانوا جنودا وضباطا وقتها يتذكرون جيدا هذه المفاجأة المريرة والمؤلمة” .
واستطرد “لكن المفاجأة الكبرى، كانت في قيام وزير الدفاع المصري الذي عينه الإخوان المسلمين بانقلاب عسكري عليهم.. كانت أمرا مدهشا بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ” .
وزاد “بالمناسبة المصريون حذرون لا يقولون انقلابا عسكريا، لأنهم يخشون إن قالوا ذلك، فإن الولايات المتحدة وطبقا للدستور لا يمكن أن تقيم علاقات مع دولة وصل نظامها عبر انقلاب عسكري” .
وختم بالقول “أتذكر في إحدى المرات خلال مشاركتي في منتدى بالولايات المتحدة، وقتها قلت انقلابا عسكريا، فرفع أحد الحضور إصبعه وقال لي مستر ديختر ليس انقلابا عسكريا، قلت له “وما هو إذن؟ قال ثورة شعبية حاشدة”.
تعليق واحد
نفس حديث دحلان الذي يطبل به ليل نهار ومن بعده عيال +