في الوقت الذي تكاد تنعدم فيه الأموال العربية والاسلامية المخصصة لدعم القدس ومساندة المؤسسات المدافعة عن هويتها ومقدساتها, تواصل الجمعيات الخيرية الأمريكية ومؤسسات المجتمع المدني ضخ مئات الملايين من الدولارات لدعم التهويد والاستيطان في القدس والأراضي الفلسطينية.
ووفق تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية فإن خمسين جمعية أمريكية قامت بالتبرع بأكثر من مليار شيكل ” 260 مليون دولار” لدعم مشاريع التهويد في القدس المحتلة الأمر الذي عقب عليه الدكتور حسن خاطر رئيس مركز القدس الدولي قائلاً إن أمريكا كعادتها تكيل بمكيالين في موضوع الرقابة على الأموال والتبرعات, مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحفظ في كل يوم على حسابات جمعيات عربية أو إسلامية حاولت أن تخفف من معاناة الشعب الفلسطينية ببضعه الاف ممن الدولارات هنا أو هناك في حين أن المؤسسات الداعمة للتهويد تدفع مثل هذه المبالغ الطائلة جهارا نهارا خلافا للقوانين الأمريكية والقرارات الدولية الصريحة والواضحة.
وتستخدم تلك التبرعات على النحو التالي..
- في دعم ومساندة جمعيات ومؤسسات صهيونية نذرت نفسها لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه وتهجير العرب.
- في دعم الاستيطان في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967, سواء بالبناء أو تطوير البنى التحتية.
- في شراء العقارات العربية في القدس والاستيلاء عليها وتشجيع اقامة البؤر الاستيطانية في قلب الضواحي والأحياء العربية.
- في دعم ومؤازرة عائلات مستوطنين يهود أدينوا بارتكاب جرائم واعمال إرهابية ضد الفلسطينية.
وأوضح خاطر أن واقع المدينة المقدسة بات يتغير بشكل كبير وسريع في ظل توقف الدعم العربي والاسلامي, واستمرار تدفق مئات الملايين من الدولارات سنويا للمستوطنين والجمعيات اليهودية, مؤكدا أن الصورة على الأرض تعكس هذه الهوة العائلة في الامكانيات المادية, من خلال اغراق المدينة بعشرات المشاريع التهويدية فوق الأرض وتحت الأرض مقابل مبادرات خيرية متواضعة لا تكاد تتجاوز “افطار الصائم” او تقديم جهاز لمستشفى أو مدرسة.
كما واضح أن هذا الواقع الخطير الذي تصنعه الأموال الأمريكية في القدس وتتباهى به وسائل الاعلام العبرية, يوازيه في المقابل ذاك الواقع البائس الذي صنعه “الشح العربي” والخوف المتزايد من الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية.
وطالب خاصر المؤسسات القانونية والحقوقية المعنية بحماية القدس والدفاع عنها بمتابعة ومقاضاة هذه الجمعيات التي تحتال على المواطن الأمريكي وتقوم على تضليله من خلال نشاطاتها الداعمة للاستيطان والتهويد الذي يعتبر مرفوضا بموجب القرارات الدولية وكذلك القوانين الأمريكية وقال إننا نحمل تلك المؤسسات القانونية المتواجدة في أمريكا وأوروبا مسؤولية كبيرة بسبب تقاعسها أو تجاهلها لنشاط تلك الجمعيات الداعمة للاستيطان والتهويد, وهو الامر الذي يفاقم مأساة المدينة المقدسة يوميا بعد يوم, داعيا إياها إلى التخفيف عن كاهل المقدسيين والذود عن القدس ومقدساتها بما تستطيع.
كما ناشد رئيس مركز القدس الدول العربية والاسلامية والمؤسسات الخيرية ورجال الأعمال بالخروج من “عقدة الخوف” فالعلاقة بالقدس والأقصى والمسارعة إلى تقديم الدعن اللازم للمؤسسات المناهضة للتهويد والمدافعة عن هوية المدينة,. مؤكدا أن المال اليوم بات يلعب الدور البارز والأكثر تأثيرا في هذه المعركة وفي تقرير مصير القدس ومقدساتها وأهلها.