بينما يحاول الغرب تكثيف ضرباته العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، يشهد انخراط الدول العربية في الحملة الدولية ضد المتشددين تراجعا.
ويقول مسؤول أميركي، لشبكة CNN الأميركية إن السعودية والإمارات قلصتا ضرباتهما، فيما توقفت البحرين عن استهداف داعش منذ الخريف الماضي، والأردن توقفت في أغسطس/ آب.
ولكن، لماذا لا تكون الدول العربية أكثر انخراطا في مكافحة داعش؟
الأولوية لليمن
يرى محللون أن اليمن هو مركز الحرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
ويقول أستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد فواز جرجس إن “التحوّل الحاسم كان إنشاء التحالف العربي”.
ويضيف “نتحدث عن حرب كبرى متواصلة في اليمن، والطائرات الحربية السعودية والإماراتية تحلق باستمرار فوق سماء هذا البلد، من هنا كان إعطاء الأولوية للقتال في اليمن على مكافحة داعش”.
قلق من الانتقام
قد يشغل اليمن عددا من الدول العربية، ولكن التهديد بالانتقام والهجمات الإرهابية خلق لدى العديد من الدول خوفا من المزيد من التورط في الحرب ضد داعش، حسب محللين استجوبتهم شبكة CNN.
فالدول العربية، بما فيها الأردن خفضت ضرباتها، وذلك بعد حادثة أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد داعش وحرقه حيا في كانون الثاني/ يناير الماضي.
داعش.. مشكلة إيران؟
يقول محللون إن السعودية وحلفاءها الخليجيين هم أقل ميلا لتنفيذ ضربات ضد أهداف تابعة لداعش إذا كان ذلك سيساعد حلفاء إيران في دمشق وبغداد.
غير أن جرجس يوضح أن هذا الرأي آخذ بالتبدل، نظرا أن تنظيم داعش أصبح شبكة إرهابية عالمية يهدد الجميع.
ويضيف “كانت هناك فكرة أن داعش يشكل التحدي الأكبر لإيران وحلفائها أكثر مما هو عليه بالنسبة للدول العربية، ولكن هذا تغيّر أيضا”.
“نشر قوات عربية”
ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية غدي ساري إنه من المهم لأي جيش يعتزم التدخل في دولة أخرى أن يلاقي دعما من قبل الحكومة المركزية، أو على الأقل من الجيش في هذه الدولة.
ويضيف “ينطبق ذلك أيضا على الحالة السورية والجيش النظامي، الذي يعتبر الجميع أنه من المستحيل العمل معه”.
ويتابع أن “معظم الجيوش العربية تبدي راحة للعمل في الداخل أكثر من خارج الحدود”.