قال وكيل وزارة المالية الإماراتية السابق، جاسم الشامسي، إنّ “الإمارات تسخّر المال للانقلاب على إرادات الشعوب العربية وتحديدا لمواجهة تيار الإسلام السياسي، كما أنها تعادي ثورات الربيع العربي”.
وأضاف الشامسي في حديثه لبرنامج “سياسة” على قناة ” تي.أر.تي” التركية متحدثا عن سبب “سعي الإمارات لإسقاط منظومة ما بعد الثورات العربية”، قائلاً إنّ “ذلك يعود إلى أن سياسة الإمارات تشبه إلى حدّ ما عربة تسير بسرعة فائقة، فيما يقودها شخص لا يسمع لأحد وليس لديه رؤية واضحة لا حيال المستقبل القريب ولا البعيد، ولذلك فالإمارات انتهجت سياسة العداء لثورات الربيع العربي بناء على نقطتين، الأولى: العداء الواضح للإسلام السياسي، والثانية هي العداء الواضح لحريات الشعوب”.
وتابع إنه “عندما قامت الشعوب العربية في عام 2011 بالتعبير عن رأيها وعما يجول في خاطرها من رغبة في الحرية، بادرت مجموعة من النخب الوطنية الإماراتية مؤلفة من 130 شخصا إلى رفع عريضة لحاكم الدولة مطالبين فيها بالحريات، وهذه المطالب أقلقت السلطة المستبدة والتي تخشى بأن يكون للشعب دور في الحياة السياسية ودور في المحاسبة، ومن هذا الباب قررت الإمارات أن تنتهج استراتيجية العداء الواضح للثورات وانضمت لفريق الثورة المضادة الذي بات يتألف من الإمارات والدول الغربية والأردن وإسرائيل”.
وأكد الشامسي ان “هذه السياسة أضرت بمكانة الإمارات لدى الشعوب والحكومات، فالإمارات لديها مشكلة مع عُمان لأن حكومة أبوظبي دبرت في عام 2010 -2011 محاولة انقلابية في ذلك البلد، كما أن لديها مشكلة خفية مع السعودية ومشكلة مع قطر ومع الشعب المصري ومع الشعب الليبي”.
واضاف أن “غياب الرؤية وغياب المشاركة السياسية أدى لتهور وارتجالية في إدارة الملفات الداخلية والخارجية في ظل غياب مصلحة الأمن الوطني الإماراتي”.
وبشأن وجود خلاف بين الإمارات والسعودية في العديد من الملفات رأى الشامسي أن “الإمارات ليس لديها سياسة مؤسسات بل سياسة شخصية يمثلها شخص أو شخصان، ولذلك عندما كانت علاقات الإمارات بالسعودية جيدة في عهد الملك عبدالله، اتفق الطرفان ازاء الوضع بمصر ودعم الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وبعد وصول الملك سلمان إلى السلطة وتغييره لسياسة المملكة غيّرت الإمارات سياستها ولكن في إطار خفي، فوقفت مع السعودية في اليمن رغم أنها هي من ساعد الحوثيين في وصولهم إلى صنعاء، ولكنها اختلفت مع السعودية في موضوع سوريا بدعمها الغزو الروسي، كما أنها أقامت علاقات خفية مع إيران.
وأشار إلى أنه في الأسبوع الماضي ظهرت مؤشرات عن خلافات ظاهرية مع السعودية، حين اتهمت الإمارات تجمعَ حركة الإصلاح بأنه سبب الفشل في تحرير تعز وهو الأمر الذي استدعى ردّ أحد الكتاب المقربين من السعودية والذي دافع عن التجمع”.