استهجن النائب في البرلمان الأردني، مازن الضلاعين، شريط فيديو بثته إحدى الحسابات المناصرة لتنظيم الدولة “داعش” على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد، ويظهر فيه نجله محمد، المكنى بـ”أبي البراء الأردني”، قبيل تنفيذ ما أعلن أنه تفجير مجنزرة في منطقة “الجرايشي”، في مدينة الرمادي العراقية قبل شهرين.
ويظهر “أبو البراء” في عدة مقاطع مصورة، يوجه رسالة تهديد لمن أسماهم بـ”طواغيت الأردن”، قائلاً: “لقد جئناكم بالذبح”، فيما برر التنظيم التحاق أبي البراء به ردا على مشاركة الأردن في عمليات قصف التنظيم الإرهابي في سوريا، مذكّرا بحادثة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة.
ونشر الفيديو باسم المكتب الاعلامي لولاية الأنبار، بعنوان “ولاء وبراء”، وخصص لاحتفاء “تنظيم الدولة” بالعملية التي قيل إن أبي البراء نفذها، وهو الإعلان الرسمي الأول المنسوب للتنظيم حول نجل النائب الأردني.
وتساءل النائب الضلاعين، في تصريحات نقلته عنه شبكة “سي ان ان” الأمريكية، عن نشر الفيديو في هذا التوقيت، معتبراً أنه نوع من مناكفته شخصياً، لتبنيه محاربة الفكر المتطرف بعد أن وقع ابنه ضحيته.
ولم تؤكد السلطات الأردنية رسميا مقتل الضلاعين الابن في العراق، كما أن العائلة لم تحصل على تأكيدات بمقتله إلا من خلال حسابات التنظيم، وفقا للضلاعين.
ويظهر في الفيديو أيضاً الأردنيان “أبو محمد المقدسي” و”أبو قتادة”، منظرا السلفية الجهادية اللذين هاجمها “داعش” ، حيث ووصفهما بأنهما “من السحرة والكهنة الذين باتوا عصا بأيدي الطواغيت”، بحسب الفيديو.
ولم تعلق الحكومة الأردنية على حادثة الضلاعين التي وقعت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول السابق، فيما أكد مصدر في الحكومة الأردنية للموقع أن بلاده لا تعلق على هذا النوع من الأعمال الإرهابية.، وقال المصدر بشكل مقتضب للموقع: “لا نعلق على هؤلاء، هم إرهابيون قتلة، لا نعلق على إجرامهم.”
ويصف الفيديو المسجل في نحو عشر دقائق، نواب البرلمان الأردني بالطواغيت والمرتدين، فيما يوجه فيه أبو البراء، رسالة تهديد للعاهل الأردني ولنواب الأردن.
وقال الضلاعين: “هذا الفيديو هو مناكفة لي كنائب المحاولات التي قمت بها مؤخرا، وهم يحاولون الثأر مني ومن مواقفي السياسي تحت بند محاربة التطرف والإرهاب”.
لكن الضلاعين، شكك استنادا إلى الفيديو الذي يظهر فيه ابنه ملتحياً ومن خلفه مجنزرة عسكرية، بحالته الصحية والنفسية، قائلاً إنه بدا في حالة ارتباك واضحة.
وأضاف: “كل ما قاله بعيد كل البعد عن شخصية محمد، ما شاهدته هو شخص مرتبك أو حتى مخموراً أو تحت تأثير مخدر، أعتقد أنه لا يتصرف بإرادته، فقد بدا غير متزاناً.”
ولفت الضلاعين، الذي أكد أن المتحدث في الفيديو هو ابنه، إلى أن الحديث الذي لم يظهر في نهاية الشريط وبدا فيه نجله متبسما، مشككا بحقيقة تنفيذه لعملية التفجير حيث لم يظهر ابنه فيها، وقال: “ربما يكون أيضا ما يزال على قيد الحياة.”
وبرر تنظيم الدولة في الشريط الممنتج، انخراط الضلاعين الابن في صفوف تنظيم الدولة رداً على انخراط الأردن في التحالف العسكري الدولي لمحاربة “داعش”، حيث عرض الشريط صوراً من مقتل الطيار الكساسبة.
وفي هذا السياق، عبر النائب عن استغرابه من ربط الحادثتين، قائلا إن محمد ابنه كان قد استنكر حادثة قتل الكساسبة حيث تواجد في البلاد حينها.
وأسهم النائب الضلاعين في إعادة شابة أردنية تنتمي إلى محافظة الكرك من تركيا الشهر الماضي، كانت قد انخرطت مع تنظيم “داعش” في حادثة هي الأولى من نوعها.
وفي هذا السياق، تبنى الضلاعين حملة تنويرية لتحذير الأردنيين الشبان من الانجرار للتنظيم، لافتا إلى أن فتاة أردنية تمت إعادتها أيضا قبل أيام قليلة من المطار في اسطنبول، بعد تدخل نائب رئيس وزراء أسبق من عائلتها وإعادتها إلى البلاد دون الإعلان عن ذلك رسميا وبجهود دبلوماسية رفيعة أردنية.
وكان الضلاعين الابن قد أرسل لعائلته في 17 حزيران/ يونيو من العام الحالي توجهه عبر تركيا للالتحاق بأحد التنظيمات “الجهادية” من أوكرانيا التي كان يدرس فيها تخصص الطب.