هذا ما قاله الكاتب روبرت فيسك في مقالة نشرها بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية تحت عنوان ” إذلال أكاديمي مسلم بلجيكي هو ما يريده تنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال فيسك إن “القصة باختصار، كيف يمكن لرجال الشرطة الجهلة والعنصريين دفع تنظيم الدولة الإسلامية لإرسال رسائل غاضبة للشباب المسلم”.
ويلقي فيسك الضوء على توقيف الشرطة البلجيكية للأكاديمي البلجيكي – الفلسطيني الأصل منتصر الدمعة واستجوابه وهو في طريق العودة لمنزله، وسؤاله عن مستنداته واللغات التي يتكلمها، فأجابهم الدمعة “اتكلم اللغة الهولندية والفرنسة والانجليزية والعربية”، فقال أحد عناصر الشرطة ” هنا في بلجيكا، لا نريدك التحدث باللغة العربية”.
وأردف الدمعة أنه خلال تفتيش سيارته وجدت الشرطة كتاباً بعنوان ” كارفان الجهادين، فقال أحد عناصر الشرطة إن هذا النوع من الكتب ممنوع في بلجيكا، فليس لدينا جهاد هنا”.
وأضاف ” أخذوا مني هاتفي وبعثروا أوراقي ورموها في السيارة، والبعض منها ، تطاير في الهواء، وكبلت يدي وعوملت بقساوة”.
وأشار الدمعة إلى أنه أعطى خطاباً عن التشدد في البرلمان البلجيكي كما أنه يدير مركزاً لمساعدة الناس للتخلص من تنظيم الدولة الاسلامية، وأنه استطاع محو روح التشدد من الكثيرين.
وقال فيسك إن ” الدمعة يدير مركزاً لرعاية “المتشددين” في محاولة لمحو الأفكار المزروعة في عقولهم وهو مركز تحتاجه بلجيكا التي أرسلت 350 مقاتلاً إلى سوريا”.
وأضاف فيسك أن ” الدمعة معروف جداً في بلجيكا، وحل ضيفاً على العديد من المحطات التلفزيونية كما رافقه العديد من الصحفيين في جولاته حول بلجيكا، وقد أعطى مقابلات صحافية لصحيفة الواشنطن بوست”.
وختم فيسك مقاله بالقول إنه يتلقى اليوم رسائل من تنظيم الدولة الاسلامية الذي فرح بالمعاملة القاسية التي تعرض لها الدمعة لأن برأي الكاتب هذا ما يريده التنظيم.
تعليقان
امور كثيرة هي التي تدعم داعش بالشباب المسلم الذي يري الطغاة في اسرائيل يقتلون الاطفال ويحرقونهم ولا تتحرك دول الغرب وما حدث في البوسنة والهرسك كانت البداية لداعش بعد ان كانت القاعدة فقط وما يحدث في سوريا اليوم خير دليل
الجهل أينما حل كان سبباً في كثير من المصاعب وداعش هي الجهل بعينه ، فقد جعلت من الجهل وسيلة سهلة للعبث في عقول الكثير من الشباب المغلوب على أمره هنا وهناك … فأتاحوا الفرصة للشباب الذين يسعون للتخلص من مشاكلهم النفسية وتجاربهم الصعبة في الحياة أحيانا والإغواء الشيطاني أحياناً أخرى .
هؤلاء المتطرفين كانوا ولا يزالون يتيحون الفرصة للدول ذات المصالح في وجود هذا المناخ المعقد لتنفيذ مخططاتهم ومطامعهم ولنسأل أنفسنا : كيف خلقت داعش بهذا الكم والكيف بحيث أصبحت في نظر الدول الكبرى بحاجة لعشرات السنين للقضاء عليها في الوقت الذي تمكنوا من تدمير بلد مثل العراق في مدة فياسية عندما أرادوا ذلك … أمور مبهمة ولكنها ليست لغزاً يراد منا فك طلاسمه .
جعلوا من داعش وسيلة وسيلة لقلب الموزين رأسا على عقب وجعلوا منها بعبعاً يعشعش في دواخلنا اينما حللنا كما يريدون أن يكتموا أنفاسنا ويكدروا علينا حياتنا.
لقد أتاحوا للدواعس كل السبل لكي يكبروا ويتمددوا أينما شاءوا فقدمت لهم التسهيلات اللوجستية والمادية وأمدوها بالعتاد والرجال المدربين بشكل لم يسبق له … فعاثوا في الأرض فساداً … يقطعون الرؤوس ويقتلون ويدمرون ويغتصبون دون رحمة ودون خوف أو وجل …… باسم من كل هذا وعلى مراى ومسمع الجميع .