“وكالات- وطن”- كشف رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ، يوسي كوهين، وهو أحد المُرشحين لرئاسة الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) كشف النقاب عن أنّه كانت هناك محاولات من تنظيمات فلسطينية أسماها ب”إرهابيّة” لضرب منصات الغاز الإسرائيليّة في البحر الأبيض المُتوسّط.
وأوضح كوهين، خلال مداخلة قدّمها في لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست الإسرائيليّ أنّ المُحاولات جرت خلال الحرب العدوانيّة الأخيرة على قطاع غزّة، والمُسّماة إسرائيليًا بعملية (الجرف الصامد) في صيف العام 2014. وشدّدّ المسؤول الإسرائيليّ، كما أفادت الاثنين صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، شدّدّ على أنّ المحاولات باءت بالفشل لأنّ الصواريخ التي قامت حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) باستخدامها كانت بدائيّة الصنع، على حدّ تعبيره.
ولكنّه استدرك قائلاً إنّ الأسلحة الموجودة اليوم لدى أعداء إسرائيل باتت متطورّةً ومُتقدّمةً جدًا، في إشارةٍ واضحةٍ إلى ترسانة حزب الله اللبنانيّ العسكريّة. وساق كوهين قائلاً إنّ إسرائيل أوجدت منظومات دفاع قويّة جدًا عن منصات الغاز التابعة لها في البحر المُتوسّط، وذلك على خلفية ازدياد التهديدات بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لها بهدف وقف تزويد الدولة العبريّة بالغاز. وكشف النقاب عن أنّ إسرائيل قامت باقتناء سفنٍ حربيّةٍ متطورّة جدًا لمُواجهة هذه التهديدات الخطيرة، لافتًا إلى أنّ سلاح البحريّة الإسرائيلي بات مُستعدًا لكلّ طارئ فيما يتعلّق بمنصات الغاز بالمُتوسّط، على حدّ قوله.
ومع ذلك، استدرك قائلاً إنّ التنظيمات الإرهابيّة في منطقة الشرق الأوسط تقوم وبوتيرةٍ عاليةٍ بتحسين قدراتها الهجوميّة، الأمر الذي يزيد من التهديدات المحدقة بمنصّات الغاز الإسرائيليّة. علاوة على ذلك، أشار إلى أنّ إسرائيل توصلّت إلى قناعةٍ تامّةٍ بأنّه لا يُمكنها الاعتماد على منصة غاز واحدة أوْ على أنبوب نقل غازٍ واحدٍ، وبالتالي قامت بتطوير عددٍ من منصّات الغاز والأنابيب لكي لا تصل إلى وضعٍ يُقطع فيها الغاز عن مُواطني الدولة العبريّة. يُشار في هذه العُجالة إلى أنّ سلاح البحرية الإسرائيلية، بما في ذلك وحدة الكوماندوس البحري، أجرى مناورة واسعة لحماية منصات استخراج الغاز البحرية في البحر المتوسط.
وتضمنت المناورة إعادة السيطرة على منصة، بعدما أفلح مقاومون في اقتحامها والسيطرة عليها، وفق السيناريو الافتراضي، فضلاً عن التصدي لصاروخ استهدف المنصة عن بعد. وبحسب المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، فإنّ سلاح البحريّة ينظر في أمر حماية المنصات البحرية بوصفها بين المنشآت الإستراتيجية الأشّد حيوية وعرضة للاستهداف في أي حرب مقبلة. وتضمنت المناورة ليس فقط سيطرة مسلحين على المنصة، بل أيضًا أخذهم رهائن.
والمشكلة الأساس في المناورة كانت أنّه محظور على القوات فتح النار خشية اشتعال الغاز. وشدّدّ ضابط شارك في المناورة على أنّ مَنْ سيأتون لاحتلال المنصة ليسوا مخربين يعتمرون كوفيات، بل أشخاص يفهمون أنّ الأمر يتعلق بذخر استراتيجي لدولة إسرائيل، حسبما قال. وأشارت الصحيفة الإسرائيليّة إلى أن سلاح البحرية كشف النقاب عن سلسلة مناورات واختبارات أجريت مؤخرًا في المياه الاقتصادية الإسرائيلية بغرض تحسين مواجهة المخاطر المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، عرض سلاح البحرية، بنجاح استخدام رادار متقدم من صنع الصناعات الجوية يسمى “أدير” (هائل) نُشر في مطلع العام وصار محمولاً على إحدى سفن سلاح البحرية. وأفلح هذا الرادار في اكتشاف صاروخ “أيوب” وهو قريب من النوع الذي يمكن أن يطلق على منصات الغاز وأطلقت باتجاهه صواريخ “باراك” المضادة للصواريخ فأسقطته وهو في الجو. ومعروف أن صاروخ “باراك 8″ مصمم على أساس اعتراض صاروخ منطلق من مسافة 70 كيلومترًا. وفي هذه الأثناء تتواصل الجهود لإعلان صواريخ “باراك” هذه كسلاح عملياتي داخل الخدمة.
ويعتقد أنه ستُجرى تجربة عملياتية أخرى على هذا الصاروخ قبل نهاية العام. كذلك نفذ رجال الكوماندوس البحري من «شييطت 13» قبل شهرين مناورة على أساس اقتراب وسيطرة مقاومين على إحدى منصات الغاز بهدف تفجيرها. وللمرّة الأولى، أضافت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، دربت الكلية البحرية الإسرائيلية وخرجت هذا الأسبوع ضباطاً بحريين تمرّنوا على المواجهة والقتال في المياه الاقتصادية على بعد مئات الكيلومترات من الشاطئ. وأوضح سلاح البحرية الإسرائيليّ أنّه أنشأ شعبة خاصة لتركيز أمر حماية المياه الاقتصادية.
وبحسب قائد سلاح البحرية الجنرال رام روتبرغ، فإنّ 50 سفينة تمر كل ساعة في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، وحقل تمار هو بمساحة مدينة تل أبيب. وهناك خمس آبار ومن الجائز أنّه سيُحفر بئران أخريان. والاقتصاد معلق تقريبًا بشكل شبه تام بالغاز حيث يعتمد 55 في المائة من المصانع عليه. ويمكن للمنصات أنْ تتعرض للخطر حتى من سوريّة التي بوسع صواريخها أن تصيب ميناء أسدود. ومعروف أنّ إسرائيل أرسلت مؤخرًا طواقم إلى ألمانيا بهدف التدرب على الفرقاطات التي ستتولى حماية المنصات البحرية والتي ستصل في العام 2019. ولكن حتى ذلك الحين تنظم سفن الصواريخ الإسرائيلية الحماية للمنصات البحرية، حيث هناك سفينة واحدة على الأقل دائمًا قرب المنصة خشية أن تشكل هدفًا مركزيًا.
ويعتبر تطوير صاروخ “باراك” المضاد للصواريخ البحرية جزءً من محاولة توفير الحماية للمنصات البحرية. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنّه تم التدرب على مجابهة محاولات قد يقوم بها أفراد كوماندوس تابعون لإحدى المنظمات المعادية على إحدى المنصات وكذلك اعتراض صاروخ أرض بحر من النوع الذي يمتلكه “حزب الله” وسوريّة. وتمّ اعتراض الصاروخ بصاروخ مضاد من طراز “باراك 8″ الموضوع على سفن الصواريخ الإسرائيلية.
وأوضحت المصادر عينها للصحيفة العبريّة أنّ فرضية العمل في الجيش الإسرائيليّ تقوم على أنّ “حزب الله” بوسعه ضرب منصات التنقيب، التي تُوفّر لإسرائيل حاليًا 60 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء. وكل ذلك حتى من دون امتلاك “حزب الله” صواريخ أرض بحر التي يملك الجيش السوري العشرات منها، حسبما أكّدت المصادر.