“خاص- وطن”- بدت العلاقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحزب النور السلفي متناسقة إلى حد كبير بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013 الماضي، حيث كان يسعى الحزب السلفي إلى الفوز بالبرلمان عبر الانتخابات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أنه مع ظهور النتائج بدت الأمور تختلف كثيرا، ولم تعد العلاقة بين السيسي وحزب النور كما كانت خلال العامين الماضيين.
لقد أنهت نتائج الانتخابات البرلمانية شهر العسل الذي بدأ خلال النصف الأخير من عام 2013 الماضي، وهو ما يرجح انقلاب قيادات الحزب على نظام السيسي خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن الحزب لم يحقق شيئا من تطلعاته التي رسمها بدعمه لنظام الرئيس المصري، خاصة وأنه كان يدافع عن الحكومات المتعاقبة بعد رحيل هشام قنديل ووزرائه.
الفترة المقبلة سوف تشهد تعاملا مختلفا بين نظام السيسي وحزب النور السلفي، حيث لم تعد الأمور كما كانت عليه، فالرئيس المصري كان يوظف الحزب لأجل ضرب التيارات الإسلامية عبر التحالف مع النور بشكل مؤقت، أما الحزب السلفي فكان يسعى من وراء علاقاته مع النظام إلى جني مكاسب سياسية تتمثل في مقاعد برلمانية تعيد للحزب السلفي نفوذه مجددا داخل الحلبة السياسية.
وعلى ضوء نتائج انتخابات البرلمانية المصرية، سوف يكون تعامل حزب النور مع نظام السيسي خلال السنوات المقبلة، لاسيما وأن الحزب السلفي لم يحقق مكاسب قوية خلال المعركة الانتخابية التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، فضلا عن أن تعامل النظام معه لم يعد كما كان عليه خلال عامي 2013 و 2014، ليكتشف الحزب أنه كان مجرد معبر استغله نظام السيسي لتحقيق أهداف مرحلية محددة.
لاشك أن حزب النور سوف يجري مراجعة شاملة لمواقفه من نظام السيسي، وربما ينتج عن هذه المراجعة تغيرات في العلاقة مع السلطات الحاكمة، فضلا عن أن هذه النتائج سوف تدفع الحزب السلفي نحو تشكيل تحالفات جديدة.